تأمين صحي ... "جايز" – بقلم علي مجيد

أدهشني قرار اتحاد الكرة القطري من الموسم الرياضي الجاري بتطبيق التأمين الصحي على لاعبي الأندية القطرية لكافة الفئات العمرية.
الدهشة تكمن في أن رياضتنا ورغم السنين الفائتة والإنجازات التي تحققت على جميع الأصعدة مازالت تعيش حالة من التخلف والمحسوبية في هذا الأمر تحديدًا، رغم أنه من الأولويات التي يجب العمل بها. فلاعبونا صغارًا وكبارًا لا يحصلون على العلاج الكافي والوافي إلا حينما يُصاب وهو يمثل صفوف المنتخبات الوطنية، وهذا طبعًا يعود لمكانة اللاعب في المنتخب إن كان من المهمين وذات الفائدة فإنه سيجد كل الدعم وعمل اللازم، وأما إن كان لاعبًا لا يقدم ولا يؤخّر فإنه “يتلتّه” في المنتخب وناديه لحين يجد العلاج.. وبعض الأحيان لا يجد إلا “الريش”! هذا الأمر يمكن نكرانه أبدًا، وعلى سبيل المثال لاعب نادي المنامة والمنتخب الأولمبي علي حميد الذي تعرّض للإصابة في منطقة الحوض منذ سنتين حينما كان مع المنتخب، فلم يجد اللاعب أحدًا من المعنيين يبديه الاهتمام والمتابعة لما ألمّ به، وما زاد الطين بلة هو تخلي ناديه المنامة عن توفير العلاج له رغم أنه لاعب ذو إمكانات فنية عالية، وله مستقبل كبير في ملاعبنا الكروية، بحجة أن التكلفة عالية!

اللاعب رغم تواصله من بعيد وقريب حتى في الإعلام مع المعنيين، فهو لم يجد إلا وقفة أبيه الذي تكفّل بعلاجه في خارج المملكة على نفقته الخاصة!
وعلى سبيل المثال أيضًا، تعرّض الكثير من لاعبي الأندية للإصابات المختلفة، وكان في أحد الأندية إداريًّا مقتدرًا، يأخذ اللاعب المصاب ويتوجّه به لأحد الاختصاصيين لعرض إصابته، وهذا الإداري دفع من جيبه الخاص من منطلق إنساني أولاً ومن حب الإداري لناديه ثانيًا، وللأسف لا يجد ذلك الإداري حتى كلمة شكرًا من النادي باستثناء اللاعب نفسه!
وفي العام الماضي كذلك عانى لاعبو أحد الأندية المرموقة من عدم توفير أبسط الاحتياجات التي يحتاجونها يوميًّا في تدريباتهم ومبارياتهم، وهي “البندج”، وهذا الأمر استمر لعدة أشهر رغم عِلم المعنيين بالنادي، إلا أن إداريي الفريق هم من قاموا بتوفيره على نفقتهم الخاصة!
مسئولونا يتحدثون عن احتراف، ويتحدثون عن التفريغ الرياضي، ويتحدثون عن معسكرات خارجية ومشاركات واستضافة لبطولات عالمية، ولا يتحدثون أو يعلقون على مسألة عدم توفر سيارة الإسعاف ورجال الأمن في ملاعبنا الكروية رغم التكرار والإعادة بهذه العبارة في كل موسم رياضي!

تعليقات