شركات التأمين مستعدة لاستخدام طائرات بدون طيار

 في الوقت الحالي، يُعتبر تحليق الطائرات بدون طيار، أو ما يعرف بـ”درونز” للأغراض التجارية، أمراً مخالفاً للقانون في الولايات المتحدة الأميركية. ومع ذلك، أصدرت إدارة الطيران الاتحادي خلال 2012، قانوناً للتحديث والإصلاح، يتيح لـ”وزارة النقل” منح موافقات للشركات المصرح لها، بناءً على طلبات الاستخدام التي تقدمت بها.


وتم منح أول إذن خلال أيلول 2014، وبدءاً من الإعلان، تم منح 159 سماح للشركات المهتمة باستخدام درونز لأغراض الزراعة، والصور المتحركة، والمسح، وغيرها من العمليات.
وفي حين تستقطب “أمازون” معظم انتباه وسائل الإعلام والمستهلكين، بعد الإعلان عن هدفها في تقديم خدمات التوصيل باستخدام درونز للتوصيل للزبائن، أعادت إحدى أكبر الصناعات في العالم تموضعها منذ أعوام، لاستثمار الطيران الروبوتي، وهي صناعة التأمين.
استخدام الدرونز لأغراض البحث والتطوير في USAA
الرابطة المتحدة لسيارات الخدمة “USAA”، وهي شركة تأمين بأكثر من 10 ملايين عضو، تم منحها موافقتين مختلفين مطلع هذا الشهر، وعملت الشركة في بحث وتطوير تقانة درونز منذ 2010.
وقالت مستشار الابتكار في USAA، والمرخصة من إدارة الطيران الاتحادي FAA كطيار تجاري، كاثلين سوين، منذ 5 سنوات: “إن منظومات درونز لم يتم تطويرها بشكلٍ تام لأغراض السوق التجاري، لذلك افتتحت الشركات مشاريع بحثية مستقلة عالية المستوى”.
وأقامت الشركة شراكةً مع “PrecisionHawk”، وهي شركة مصنعة للطائرات بدون طيار في كارولاينا الشمالية، واستخدمت التقانة حيثما أمكن، في إطار التوجيهات والقوانين الضيقة التي تنطبق على أنظمة الطائرات غير المأهولة في الولايات المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، استخدمت USAA درونز، بالتعاون مع برنامج “علماء روبوت بلا حدود” الخاص، في جامعة تكساس للزراعة والميكانيك للمسح “أوزو”، وهي منطقة مخصصة للدراسات الإحصائية السكانية ضمن العاصمة واشنطن، بعد انجراف طيني التهم حياً ريفياً مجاوراً عام 2014.
وتابعت الشركة أيضاً اختباراتها المستقلة إلى أن تسلمت الموافقات، لتزيد من هامش برنامجها الخاص بدرونز.
وتم منح أول إعفاء في 2 نيسان الماضي، يسمح لـUSAA “بتشغيل منظومة طائرة غير مأهولة لإجراء البحوث والتطوير”، ضمن إطار محدد من التوجيهات، كما أن طائرة درون “PrecisionHawk Lancaster” (الطائرة المذكورة في طلب الإعفاء)، هي الطائرة الوحيدة التي يسمح للشركة باستخدامها في الوقت الحالي.
وتمتلك درون امتداد جناحين طولهما 4 أقدام (120 سم)، وتزن 41 رطلاً (قرابة 19 كغ)، وتشبه الطائرة المروحية الصغيرة، مخزنة داخل حقيبة حمل صغيرة، بما يكفي ليتم فحصها عبر الخطوط الجوية التجارية.
ويمكن لدرون “Lancaster” أن تكون جاهزة للتحليق في غضون 5 دقائق، ولا تحتاج لرخصة كي تعمل، كما يقول المتحدث باسم “PrecisionHawk”، ليا ريتش، ويعطي المشغل “لانكاستر” دفعةً في الهواء، لتحلق درون وفق مسار مبرمج مسبقاً، وتجمع البيانات، وتهبط بسلام.
صور وبيانات الدرون للتحقق من الشكاوى في الكوارث
إن السهولة والحركية التي تتيحها درونز، تعني الكثير من فرص الاختبار، وقالت سوين: “إن الأوضاع الكارثية، تعتبر مدخلاً مثالياً بالنسبة لـUSAA إلى طائرات درونز التجارية، بناءً على الحاجة”.
كما أضافت سوين، “إننا نتطلع إلى الاستفادة من هذه الصور والبيانات في عمليتنا الخاصة بالشكاوى عقب الكوارث، ليس لأنها أكثر أماناً فقط، حيث لن يكون هنالك حاجة لتواجد أشخاص كثر على الأرض بعد وقوع كارثةٍ ما، بل أيضاً لأنها أكثر كفاءة بالنسبة لعموم أعضاء الشركة”.
أما الإعفاء الثاني، فنالته USAA في 8 نيسان 2015، وهو يسمح للشركة، في حالة وجود عدد كبير من الشكاوى المقدمة إلى الشركة من منطقة معينة، بأن ترسل درون “لانكاستر” لجمع الصور والبيانات.
وتم منح شركات التأمين “StateFarm”، و”AIG”، و”Erie” أيضاً موافقات تسمح لها بالاختبار، أو باستخدام درونز تجارياً، والكثير من الشركات الأخرى المهتمة بذلك.

مخاوف الخصوصية وتساؤلات أخرى
وبينت ليزا إلمان، الرئيس المشارك لمجموعة تطبيقات أنظمة الطائرات غير المأهولة، في “McKenna Long & Aldridge LLP”، وهي شركة عالمية مقرها في الولايات المتحدة، متخصصة في القانون والسياسات العامة، أنه كان هناك أقل من 10 عملاء عندما انضمت للشركة خلال آب الماضي، والآن، تمتلك المجموعة أكثر من 100 عميل، بعضهم عبارة عن شركات تأمين.
وقبل انضمامها للشركة، كانت إلمان كبير المستشارين في “وزارة العدل”، حيث كانت تقود الفريق العامل على الاستخدام الأهلي لأنظمة الطائرات غير المأهولة، ورغم ذلك، لديها أسئلة تتعلق بالرحلات الجوية التجارية بدون طيار، والتي لا يعلم معظم الناس على الأرجح، أنها تسير فوق رؤوسهم.
وأوضحت إلمان، أنه في حين أن قضايا السلامة هامة جداً، إلا أن ما يركز عليه عموم الأميركيين كثيراً هو الخصوصية، حيث تقول: “ما الذي يحدث إن كنت شركة تأمين، أو أية شركة أخرى، أشغل طائرة درون وألتقط الصور باستخدام كاميرا تخصني، ما الذي نفعله بتلك الصور؟ إلى متى نحتفظ بها؟ ماذا لو رأينا أمراً ما لا يجب أن نراه؟”.
ولا تزال هذه الأسئلة دون إجابات، لأنه من الصعب على التشريع أن يتطور بنفس وتيرة التقانة، لكن إلمان عبّرت عن تفاؤلها، قائلةً: “كما تتطور التقانة، أعتقد أننا سنرى وضع السياسات يتطور بطريقة مثيرة جداً بالنسبة للصناعة، بما فيها صناعة التأمين”.
هذا، وانتهت فترة التعليق التي تلي إعلان منظومات الطائرات غير المأهولة الصغيرة لسن القوانين المقترحة، في 24 أبريل (نيسان) 2015، وليس من المتوقع صدور قرار من قبل “FAA” قبل أواخر هذا العام، أو خلال 2016.

اعداد / قيس شحود

تعليقات