ماذا تعرف عن البطاقة البرتقالية؟ د.فهد بن حمود العنزي

البطاقة البرتقالية هي أحد المسميات التي أطلقت على اتفاقية التأمين الموحدة والخاصة بعبور وسير المركبات عبر البلاد العربية، وهي اتفاقية تهدف إلى الاعتراف بوثائق التأمين الخاصة بالتأمين الإلزامي على المركبات التي تصدرها أية دولة عربية منضمّة للاتفاقية وذلك عند عبور المركبات فيما بين تلك الدول عبر المنافذ الحدودية البريّة. فهي ترمي إلى توحيد القواعد التي تحكم التأمين الإلزامي على المركبات التي تمر عبر البلاد العربية.
وهي اتفاقية عربية تم توقيعها في تونس بتاريخ 26/4/1975 وتضم معظم الدول العربية، وتهدف كذلك إلى القضاء على ازدواجية التأمين بحيث يستطيع قائد أو مالك المركبة التنقل عبر البلاد العربية بمركبته مستخدما البطاقة البرتقالية دون الحاجة لأن يبرم وثيقة تأمين عند كل دولة يعبر إليها بمركبته. وهذا سيوفر عليه بلا شك الخسائر المترتبة على شراء وثائق تأمين بحسب الأنظمة الداخلية لكل دولة عربية على حدة، ويوفر عليه الوقت والجهد كذلك. كما أن هناك فوائد غير مباشرة لهذه الاتفاقية مثل تشجيع السياحة والسفر بين الدول العربية وتسهيل التبادل التجاري وخفض تكلفة النقل وتسهيل استخدام المواطنين العرب لمركباتهم في كافة البلدان العربية دون تحميلهم أعباء إضافية متعلقة بالتأمين طالما أن البطاقة البرتقالية تضمن الاعتراف بالتأمين المبرم في أية دولة عضو في هذه الاتفاقية وتضمن أيضاً إقرار نظام تعويض عادل للمتضررين من حوادث السير.


وقد وجه الاتحاد العربي العام للتأمين ـ وهو المنظمة العربية المهنية المعنية بشؤون التأمين على مستوى الوطن العربي وبهذه الاتفاقية أيضاً ـ العديد من الدعوات لانضمام المملكة لاتفاقية البطاقة البرتقالية نظراً للمكانة التي تتمتع بها المملكة وبحسب علمي فإنه لم يتبقّ سوى ثلاث دول مدعوة للانضمام لهذه الاتفاقية وهي موريتانيا والصومال إضافة إلى المملكة، إلا أن انضمام المملكة العربية السعودية لهذه الاتفاقية هو مسألة في غاية الأهمية بل إنه سيعطي هذه الاتفاقية قيمة كبيرة وذلك بالنظر إلى أن المملكة العربية السعودية تمثل بوابة مهمة يعبر منها مواطنو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سواء فيما بين هذه الدول بعضها بعضا أو باتجاه الدول العربية في الشمال أو الجنوب أو حتى أوروبا. وهذا بلا شك سيسعد كثيراً من مواطني دول المجلس الذين انضمت دولهم سابقاً لهذه الاتفاقية، إلا أنه ومع انضمام دولهم لهذه الاتفاقية فإن سفر هؤلاء المواطنين عبر الطرق البرية للمملكة وحصولهم على البطاقة البرتقالية لم يُعفهم من الحصول على وثيقة تأمين المركبات الإلزامي حسب الأنظمة المعمول بها في المملكة. وكذلك الحال بالنسبة لمواطني المملكة الذين يسافرون عبر المنافذ البرية للمملكة فإنهم يستطيعون استخدام البطاقة البرتقالية دون الحاجة إلى الحصول على وثيقة تأمين عند كل منفذ بري لأية دولة عربية. كما أن أهمية انضمام المملكة لهذه الاتفاقية تكمن في أن المملكة بلد يؤمه الكثير من المسافرين عبر المنافذ الحدودية المتعددة ومنهم على وجه الخصوص الذين يقصدون الحج أو العمرة ومنهم أيضا المسافرون عبر المملكة إلى الدول الخليجية فهم سيستخدمون البطاقة البرتقالية دون الحاجة إلى إبرام وثيقة تأمين سعودية.
وعموماً، فإن البطاقة البرتقالية تُعد بمثابة وثيقة تأمين معتمدة في حال حصول حادث لا قدر الله على حامل هذه البطاقة في أي من الدول الموقعة على هذه الاتفاقية. كما أن المكتب الموحد الموجود في تلك الدولة يتولى إجراءات تسوية المطالبات الناتجة عن الحادث والرجوع بكامل ما دفعه إلى المكتب الموحد المصدر للبطاقة الذي تم إنشاؤه عام 1977 تنفيذاً لهذه الاتفاقية.