سوريا : كُحْل الصندوق ولا عمى التأمين
« بعد الستين يارب تعين» تمتم بهذه الكلمات.. كان عائداً من صندوق تكافل شيخوخته وقطع تبديله الباهظة التكاليف تماماً كقطع تبديل السيارات بعد أن استنزفت الوظيفة العامة رحيق شبابه فوق الأضابير المكدَسة في الممرات يكسوها غبار الإهمال يحمل في يده كيساً يحوي ما لذَ وطاب من منكهات مرضه ( منكّه ضغط المعيشة, ومنكّه شحوم ثلاثية مركبّة كما فوائد صندوق تكافله وقروضه, ومنكّه السكّر لتحلية مرارته التي طقّت من التوتر الكهربائي وساعات تقنيه الطويلة... بعد السلام والتحية قال:( نزّلت المضخة وركبت شبكة), قلت له: تمام, بتشفط كل مياه الحارة, وحَللَت أزمة المياه لديك. قال: يازلمة بعدك بتعك بالحكي, ركبت شبكة على القلب بعد أزمة أَلَمت بي... قلت له: الحمد الله إنها ليست أزمة مياه وكهرباء .