الشركة الوحيدة التي قررت عدم فصل موظفيها أثناء الأزمة المالية العالمية ؟ بقلم / احمد الحريري


في ظل الأزمة الحالية ظهرت أسئلة عن الحلول التي يمكن القيام بها لتغطية النفقات بعد النزول الكبير في الإيرادات الناتج عن الإغلاق الإلزامي أو الطوعي لنشاطات كثيرة بسبب كورونا.

تذكرت تجربة شركة باري ويب ميلر و الحل الغير اعتيادي الذي طرحه رئيسها التنفيذي بوب تشابمان لانقاذ الشركة في اثناء الأزمة العالمية و أصبحت تجربته تذكر ضمن التجارب الناجحة في إدارة الأزمات و صدر فيها أكثر من كتاب يتحدث عنها.




شركة ( باري ويب ميلر) كان لديها ﺃﻛثر ﻣﻦ 7000 ﻣﻮﻇﻒ 
ﻓﻲ عام 2008 وخلال ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ .
وفي يوم واحد ألغيت 30 ٪ ﻣﻦ صفقاتها ﻭبالطبع ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺭﺛﺔ على الشركة.
ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ لم ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ القدر الكبير من موﻇﻔﻴها وﺑﻤﺮﺗﺒﺎﺗﻬﻢ العالية ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺒﺮﻳﻦ على توﻓير 10 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻦ المصروفات بشكل فوري.
ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻭﻗﺮﺭ تسريح ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ولكن ﺑﻮﺏ ﺷﺎﺑﻤﺎﻥ ( الرئيس التنفيذي للشركة) ﺭﻓﺾ الفكرة ﻭظل يناقشهم لفترة ﻃﻮﻳﻠﺔ حتى ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣُﺮﺿﻲ ﻳﺤﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ وهو :

أن يقوم كل ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﺃبسط عامل إلى ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ؛ ان يقوم بأخذ إﺟﺎﺯﺓ لمدة 4 أﺳﺎﺑﻴﻊ ﺑﺪﻭﻥ راﺗﺐ ﻓﻲ أي وﻗﺖ يريده وليس ﺷﺮطا أن تكون اﻷسابيع متتالية...

ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ليست ﻓﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺤﻞ إنما كانت ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟتي ﺃﻋﻠﻦ ﺑﻬﺎ رئيس الشركة ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ، فقد ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ :

" It's better that we should all suffer a little, than any of us should have to suffer a lot ."

((الأفضل أن نعاني جميعا القليل بدلا من أن يعاني بعضنا الكثير))

عندما استشعر ﺍﻟﻤﻮﻇﻔون اﻷﻣﺎﻥ والتقدير من ﺷﺮﻛﺘﻬﻢ ﻭوجدوا أﻥ ﻟﻬﻢ ﻗﻴﻤﺔ ﺑﺪﺃﻭﺍ بتطبيق المطلوب وزيادة.
فمن كان منهم لديه ما يكفيه من المال اخذ 5 ﺃﻭ 6 ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ إﺟﺎﺯﺓ ومن كان أقل قدرة اخذ أﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻭﻫﻜﺬﺍ وكانت المفاجاة.

أن ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﻓّﺮﺕ 20 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ أي ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟذي ﻛﺎﻧﻮﺍ بحاجته ﻭلم يفصل إنسان واحد من الشركة.


تعليقات