حوار مع مايكل جنسن المدير العام لشركة AIG في الشرق الأوسط

كشف مايكل جنسن، المدير العام لشركة «إيه آي جي»، المجموعة الأمريكية العالمية للتأمين، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن نمو الوثائق الرقمية التي أصدرتها الشركة في 2016 على تأمين السفر لتصل إلى 13300 وثيقة، مقارنة مع 4200 وثيقة في 2013، بارتفاع 217%، وتؤكد كل الدلالات والمؤشرات على استمرار الطلب على الوثائق الرقمية خلال الفترة القادمة. وأضاف جنسن أن منطقة الشرق الأوسط غير مؤمنة بالقدر الكافي مقارنة مع المناطق والأقاليم الأخرى حول العالم، حيث تبلغ نسبة أقساط التأمين المكتتبة بالناتج المحلي الإجمالي أقل عن 1٪ في المتوسط. ومع ذلك فإن معدلات الانتشار في ازدياد مستمر رغم التحديات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة، الأمر الذي يمنح فرصة كبيرة لنمو القطاعات التأمينية في المنطقة.
جاء ذلك في حوار خصه مايكل جنسن ب«الخليج» استعرض خلاله أهمية التحول الرقمي والتكنولوجيا في تطوير صناعة التأمين في المنطقة، وأهمية نشر الثقافة الرقمية بين شركات التأمين ومختلف القطاعات الاقتصادية والتصدي لخطر الهجمات الإلكترونية التي باتت تؤرق جل الشركات والمؤسسات.. وفيما يلي نص الحوار:


كيف تقيمون قطاع التأمين بشكل عام في الإمارات؟
-
بالرغم من التباطؤ الاقتصادي على الصعيد العالمي وفي المنطقة، لا تزال أسواق التأمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرنة. وفي الوقت الذي نتوقع فيه استمرار التقلبات الاقتصادية على المدى القصير، فإننا إيجابيون في توقعاتنا تجاه قطاع التأمين في الإمارات خلال عام 2017 وما بعده. ويستفيد سوق التأمين المحلي من توسع «المتطلبات الإلزامية» فضلا عن دعم التسعير من الإجراءات التنظيمية التي تتخذها هيئة التأمين. كما بدأنا نرى النتائج المجدية الناتجة عن الجهود المتواصلة لشركات التأمين لتثقيف المستهلكين حول فوائد التأمين المناسب.
التوجهات الرئيسية
ما هي توجهاتكم الرئيسية نحو نشر ثقافة التأمين في الدولة وما هي أهم العقبات التي تحد من توسعها؟
-
نحن نقوم في «إيه آي جي» بالتطلع إلى الأمام بالرغم من التحديات الاقتصادية من خلال التركيز على عملياتنا الحالية وأساليب التسويق وعروض المنتجات بالإضافة إلى إيجاد وسائل مبتكرة للتغلب على الصعوبات. وهناك عنصران رئيسيان لتعزيز الانتشار التأميني في المنطقة، أولاً: تثقيف المستهلك بصورة مستمرة لضمان زيادة الوعي التأميني وانتشاره، ونستمر من خلال أكاديمية «إيه آي جي» في مجهوداتنا المتواصلة لتأكيد أهمية الحصول على التأمين المناسب والكافي عن طريق تنظيم العديد من ورش العمل التثقيفية في المنطقة. وثانياً: بالتركيز على تقديم خدمات عالية القيمة ومستوى متقدم والتي تميزنا عن الشركات الأخرى.

مسار نمو القطاع
كيف تصف مسار النمو في هذا القطاع على مدى السنوات الخمس الماضية؟
هناك تغيران رئيسيان ساهما في التأثير على قطاع التأمين في المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية أولاً: انخفاض سعر النفط وما تبعه من تباطؤ اقتصادي والذي أثّر بصورة سلبية على طلب المستهلك للمنتجات التأمينية في منطقة الشرق الأوسط. فمنذ وقت قريب كان ينتقل العديد من العملاء إلى منازل أكبر وتمتعوا بأسلوب رفاهي أكبر مثل اقتناء سيارات فارهة وحلي ومجوهرات وممتلكات ثمينة اخرى وبالطبع كانت جميعها مؤمنة بالكامل. ومع تغيير هذا الوضع حالياً ما زلنا نؤمن بوجود فرص نمو طويلة المدى بالرغم من التحديات المؤقتة.

تحديات التأمين
التغيير الثاني الذي أثر على قطاع التأمين هو التحدي الذي يواجه عمليات التأمين التقليدية من خلال التقنيات الحديثة والتي أحدثت تغييرات جذرية في نظم إدارة شركات التأمين وأساليب تقييم وتسعير الأخطار مدفوعة بالحاجة إلى تلبية احتياجات وسلوكيات العملاء المتغيرة. ويتيح نجاح «Insurtech» فرص استفادة لشركات التأمين والعملاء على حد سواء، يستمر استخدام الوسائل التقنية الحديثة في رفع الوعي وانتشار تأمين الأشخاص في منطقة الشرق الأوسط وأيضا في منحنا فرصاً لتقديم خدمات استثنائية لعملائنا. لقد تم منح «إيه آي جي» لقب «شركة التأمين الأكثر ابتكاراً» في بداية العام 2017، بعد أن برهنت على قدرتها في التأثير في سوق التأمين لدول المنطقة في أعقاب إطلاق بوابة العملاء الرقمية الجديدة. مما يؤكد على التزامنا بالابتكار نظراً لما يعود به الأمر من منفعة على عملائنا، وشركائنا في التأمين وموظفينا.

أوقات شديدة الصعوبة
ما هي توقعاتكم لحجم ونمو صناعة التأمين في الإمارات من حيث القيمة والأقساط والمنتجات؟
-
لقد مرّ العديد من الشركات في مختلف الصناعات في المنطقة وخارجها بأوقات شديدة الصعوبة خلال السنوات القليلة الماضية، ومما لا شك فيه، أن تبدأ تلك الشركات في التعافي نظراً لتحسن الأوضاع واستقرار سعر النفط. وبالفعل، تقوم حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الشركات بمختلف أحجامها على التخطيط للمستقبل والابتكار من خلال المبادرات الحكومية مثل «رؤية الإمارات2021» ورؤية «المملكة العربية السعودية 2030»
وتعتبر المنافسة في قطاع التأمين أمرا صحيا لأنها تضمن للعملاء الحصول على خدمات عالية القيمة مقابل المال وأيضاً لتشجيع الشركات على زيادة حصصها بالسوق.

صناعة التأمين المحلية
ما هي خططكم واتجاهاتكم في صناعة التأمين الإماراتية؟
- «
إيه آي جي» لديها تاريخ طويل في توفير منتجات التأمين في الإمارات، وفي ضوء التزامنا بالسوق المحلية فقد اتخذنا مؤخرا خطوات استراتيجية للتركيز على منتجات مختارة وعلى تقديم أفضل الخدمات لشركائنا وعملائنا في مختلف شرائح المنتجات مع أفضل إمكانات للنمو في الإمارات. ولطالما كانت المنافسة السعرية هي المحرك الرئيسي لقطاع التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أما الآن فأصبحت جودة الخدمات المقدمة هي العامل الأساسي في تحديد أفضل شركات التأمين، ومن وجهة نظر العميل، فإن سهولة التعامل مع شركات التأمين لها تأثير كبير على تجربته.

خدمات ذكية
ويطالب العملاء اليوم بالحصول على مختلف الخدمات بكبسة زر واحدة على هواتفهم الذكية، ويتوقعون التعامل مع شركات التأمين المواكبة لتطور التكنولوجيا وسلوكيات المستهلك الذي يتعامل مع شركة التأمين الخاصة به عن طريق الإنترنت، ونحن مستمرون في التركيز على تقديم خدمة استثنائية للعملاء عن طريق التحويل الرقمي لخدماتنا وكيفية التفاعل مع العملاء، فمن خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة يمكنك شراء التأمين على السفر وبعض منتجات التأمين الشخصية ضد الحوادث.

خسائر مادية للشركات
ومع كل تلك التطورات التكنولوجية، شهد العالم في 2016 عددا غير مسبوق من الهجمات الإلكترونية، حيث كبدت تلك الجرائم الإلكترونية خسائر مادية للشركات قرابة ال 400 مليار دولار، وتعد الاختراقات الإلكترونية أحد أكبر التهديدات التي تواجه الشركات اليوم، كما رأينا مؤخرا حادثة «WannaCry» لذلك يعد الأمن الإلكتروني من أهم أولويات البنوك وشركات الخدمات المالية في الإمارات والمنطقة. ويقوم العديد من تلك الشركات بالاستثمار في الأمن الإلكتروني والتخفيف من مخاطره وتهديداته والتأمين والذي يعد من أهم المنتجات التي نقوم بالتركيز عليها في «إيه آي جي».

خطط توسعية خارج الإمارات
قال مايكل جنسن، المدير العام لشركة «إيه آي جي»، إن لدينا جذوراً عميقة في الشرق الأوسط، فقد عملنا في المنطقة لأكثر من 60 عاما ولدينا منتجات متعددة وقنوات توزيع متنوعة، سواء في مجال التأمين التجاري أو الشخصي، ونحن نعمل على بصمة جغرافية تمتد من شمال إفريقيا إلى الخليج العربي. «إيه آي جي» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديها ثلاثة فروع في الكويت وعُمان وقطر، وأيضاً حصة الأغلبية من الشركة في السوق الكينية منذ عام 2012.
وقد ساهمت هذه الأسواق في نمو أعمال وأرباح الشركة لسنوات عديدة، ونحن ما زلنا ملتزمين بالعمل في المنطقة، مع اتخاذ خطوات استراتيجية للتركيز على تقديم أفضل الخدمات إلى شركائنا وعملائنا في القطاع مع أفضل إمكانات للنمو. أوضح مايكل جنسن، المدير العام لشركة «إيه آي جي»، أن التكنولوجيا تتحدى نماذج أعمال التأمين التقليدية، فلديها القدرة على إحداث ثورة في تجارب العملاء علاوة على تغيير الطرق التي تعمل بها شركات التأمين بشكل أساسي.
وخلال الشهور الماضية شهدت التكنولوجيا المالية تطورا إيجابيا في المنطقة من خلال انطلاق مركزين للتكنولوجيا المالية من الطراز العالمي: «فينتك هايف» مركز دبي المالي العالمي (FinTech Hive at DIFC) بدبي والمختبر التنظيمي بسوق أبوظبي العالمي في أبوظبي. كما يجب على قطاع التأمين أن يواكب الابتكارات التكنولوجية في المنطقة بحماس.
صحيفة الخليج الإماراتية

تعليقات