مقال مترجم: لماذا قامت «مايكروسوفت» بشراء «لينكد إن» مقابل 26 مليار دولار ؟

في تقرير للكاتب مارك هاشمان على موقع «PCWorld»، تناول الكاتب الصفقة التاريخية لمايكروسوفت لشراء موقع «لينكد إن» مقابل 26.1 مليار دولار، والتي يرى أن مايكروسوفت قامت بها نظرًا لاتفاق أهدافه مع ما تطمح به مايكروسوفت، وخاصة مع المساعد الشخصي لـ«مايكروسوفت» والذي يحمل اسم «كورتانا» وكذلك خدمات أوفيس 365.
بحسب التقرير، توفر «كورتانا» في الوقت الحالي بعض المعلومات الأساسية والمساعدة في أجندتك اليومية وتقدم اقتراحات لمساعدتك في أداء أعمالك على الوجه الأمثل، مثل الوقت الأفضل للمغادرة لتصل إلى اجتماعك في الوقت المناسب دون تأخير، بينما تطمح مايكروسوفت لتطوير «كورتانا» ليصبح بإمكانها أن تساعدك في كل ما تحتاجه بشأن علاقات العمل والمعلومات التي يمكن الاستفادة منها لتعزيز تلك العلاقات، وهنا وجدت «مايكروسوفت» ذلك الرابط القوي الذي يجمعها بـ«لينكد إن».


ويقول الكاتب إنه إذا كنت قلقًا بوصفك مستخدمًا من أن تجمع «مايكروسوفت» المزيد من بياناتك الشخصية، فربما عليك حذف حسابك على «لينكد إن»، فبجانب ما تعرفه مايكروسوفت عنك بالفعل من بيانات من خلال برامجها وتطبيقاتها، من المتوقع أن يُكمِل ضم «لينكد إن» معلومات الأفراد الأكثر خصوصية من العمل والدراسة وزملاء العمل والمهارات والإحصاءات.
وبحسب موقع Vox الأمريكي، فتلك الصفقة هي جزء من نقلة كبرى في إستراتيجية «مايكروسوفت» والتي ربما لم يلاحظها أغلب المستخدمين، وهي اتجاهها للتركيز على توجيه مبيعاتها للشركات والأعمال تحت قيادة مديرها التنفيذي الجديد، بعد فشل سابق حققته في دخول سوق الهواتف، وأكد الموقع أن «لينكد إن» يناسب تلك الإستراتيجية بشكل مثالي، حيث سيمكنهم من زيادة ارتباطهم بعالم الأعمال بقوة، من خلال الشبكة الأقوى في هذا المجال.

يضيف التقرير أن «لينكد إن» يمتلك الكثير من البيانات والإحصاءات بشأن الأعضاء وسيرتهم الذاتية، بالإضافة إلى سجل رقمي لكل الوظائف المتاحة، والمهارات التي يحتاجها الشخص للفوز بتلك الوظيفة، كما تمتلك الشركة أيضًا موقع Lynda التعليمي والذي يمكِّن المستخدمين من تطوير تلك المهارات، وأشار كذلك إلى واجهة «لينكد إن» التي تمكن المستخدم من متابعة زملاء العمل على طريقة مواقع التواصل الاجتماعي.
وبانضمام «لينكد إن»، ستتمكن «مايكروسوفت» من إضافة المزيد من البيانات العامة التي ستغذي اتجاهاتها بقوة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وهو ما ذكره ساتيا نادالا، الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» في تصريح أخير، إذ قال «إذا قمت بتجميع هاتين الشبكتين، هنا سيحدث السحر المنتظر في مجال العمل الرقمي».
يضيف التقرير أيضًا أن «مايكروسوفت» ستقوم باستخدام بيانات «لينكد إن» لتقوية وتطوير تطبيقات مثل Delve، والذي يعتبر جزءًا من أوفيس 365، وهو ما سيسهم في تطويره، وبالتالي رفع نسبة المبيعات وخاصة على مستوى الشركة، والتي من الممكن أيضًا أن تقدم لها «مايكروسوفت» اشتراكات للتدريب والتعليم من خلال موقع Lynda.

القوة الحقيقية لـ«لينكد إن»

في الوقت الحالي، يصل عدد مستخدمي برامج «أوفيس» إلى 1.2 مليار مستخدم، بالإضافة إلى 70 مليون مستخدم شهري لأوفيس 356 في عالم الأعمال. أضف إلى تلك الأرقام 433 مليون مستخدم مسجل في «لينكد إن»، من بينهم 105 ملايين مستخدم نشط شهريًا، وتعتقد «مايكروسوفت» أنه بإمكانها إيجاد ذلك الرابط الذي يجعل كلتا الشبكتين لا غنى عنها.
يختتم الكاتب المقال بالسؤال الذي فكر فيه الجميع، وهو هل يستحق هذا الرابط مبلغ 26.1 مليار دولار، وخاصة بعدما أنفقت مايكروسوفت سابقًا 7.2 مليار دولار في محاولة لتحقيق النجاح مع «نوكيا» سابقًا؟
حسنًا، فالإجابة هي أن «لينكد إن» هو بمثابة «فيس بوك» في عالم الأعمال، وهو بمثابة المستودع الرقمي لأغلب السير الذاتية في العالم، ويرى الكاتب أن تلك السير الذاتية تحتوي على ذلك النوع من البيانات التي يبدو وكأن «مايكروسوفت» مستعدة لدفع المال من أجلها.

موقع : ساسة بوست

تعليقات