مبدأ السبب المباشرفي حوادث التامين - م. رابح بكر

 نصحني كثيرمن الزملاء ومنهم ادارات عليا بالتوقف عن الكتابة عن موضوع التامين الا اذا كان مدحاً لهم وللشركات وكأن ذلك لمصلحتي ؟؟ هل اظهار السلبيات في تطبيق شروط وبنود العقود وسلوكيات منفّره يعتبر كفرا ؟؟؟ وهل كانت العلاقة بين المواطن والشركات على احسن حال وبكتاباتي اصبحت سيئة ؟؟؟ فشكرتهم على نصائحهم واتركوني اكتب ما اشاء ولكم حرية الرد !!! واليكم في هذا المقال مثال حي لحادث سير نتج عنه اضرار مادية لبيان جهل بعض الموظفين بمبادى التأمين ودور الواسطة والمحسوبية في التعيينات :


اثناء مسير مركبة صالون خصوصي ( قبل تضررها ) في احد الشوارع القريبة من عمان توقفت امتثالا للاشارة الضوئية الحمراء وكان بجانبها قلاب حجم كبير فاخذ هذا القلاب يتزحزح شيئا  فشيئا باتجاه المركبة فاضطر سائقها الابتعاد عنه لانقاذ نفسه وعائلته ومركبته وزاد القلاب في التقرب اليه وابتعدت المركبة الصغيره عنه صادمة تريلا في الاتجاه الاخر واقترب القلاب فضربه ايضا فاصبحت المركبة متضررة من الجهتين وحضر شرطي السير وشرح له الحادث ووافقه كلا السائقين على كلامه ولكن شرطي السير وضع جزء من المسؤوليه عليه  ( مشاركه بالحادث )  معللا انه كان السبب في ضرب التريلا الاخرى علما انه لو لم يفعل ذلك لذهبت العائلة والمركبة ضحية القلاب وعند مراجعته لشركة التامين تمت  المعاينة فقررت دفع 50% من قيمة الحادث واعترض على ذلك ورفض الحل وراجع مديرية السير وقام المسؤول فيها  بمخاطبة الشركة هاتفيا على اساس تغطيتها لما سببه القلاب من ضرر فقط والجهة الاخرى غير مسؤولة عنها ولعدم دراية المواطن بالتامين راجع الشركة ووافقوه على ذلك على اساس تصليحها واحضار الفواتير والقطع القديمة المستبدله لمراجعتهم نهاية الشهر لاستلام الشيك !!!
ان تعليقي على هذا الحادث :
بان ما قامت به الشركة غير صحيحا ولو كان الموظف يعمل بمبادئ التامين فانه لايحتاج الى مكالمة هاتفبة من شرطة السير لافهامه واجبه وعمله وشرطة السير ليس جهة تأمينية فهي تكتب مشروحات الحادث كما وقع ولاتتدخل بعمل الشركات والشيء الاخر فان الحادث يعود لموضوع يتعلق بمبدأ السبب المباشر للحادث وهو القلاب ولولا تزحزح القلاب باتجاه المركبة لما وقع الحادث من الاصل ولولا تزحزح المركبة لكانت المصيبة اكبر وتضاعفت كلفة المسؤولية عليهم لذلك من الواجب على شركة تامين القلاب ان تتحمل المسؤولية كاملة وخاصة ان اضرار القلاب والتريلا تكاد تكون معدومة لذلك فيجب تطبيق مبدأ السبب المباشر في التامين حتى لانقع لمزاجية موظفي لايعلمون شيئا عما يفعلون لان عمل التامين لايحتاج الى واسطة او هاتف لحل اي حادث لذلك فاني ارى اعادة النظر في هذا الحادث الذي امتلك اسم صاحبه والشركة التي تحملت المسؤولية ويجب محاسبة موظفها الذي قام بحله لانه لولا تدخل تلك المكالمة الهاتفية لما تم الحل ، واخضاعه الى دورات تامينية ليعرف المبادئ الحقيقية للتامين ويجب محاسبة مديره المباشر الذي وافقه على هذا الحل مستغلا جهل المواطن بحقوقه التامينية واتمنى ان يصل هذا الحادث الى ادارة الشركة المعنية ومحاسبة من قصّر في واجبه وان لا يترك الموضوع هكذا دون رادع اذا اردنا ان نقنع المواطن باننا نسعى لردم الفجوة بين الشركات  وبينه ولننظر ما ستفرضه هذه الاعمال الايجابية على هذا القطاع وفي وقتها لانحتاج الى لطم وعويل وصراخ وتعويم وما شابه ذلك بل سنجد ان المواطن اول من سيدافع عن خسائر التامين الحقيقية ولا نطالب بمحاسبة الادارات العليا على رواتبها الخيالية المبالغ بها والشركات تتعرض للخسارة كما يدّعون .

  
 الكاتب المختص في شؤون التامين
المهندس رابح بكر
التاريخ : 19/10/2016

تعليقات