قطاع التأمين في الإمارات الأسرع نمواًبين دول «التعاون»

دبي محمد هيبة:
قال دايفيد هاريس مدير التأمين المباشر في شركة «آر إس إيه» في الإمارات إن الضوابط التي أقرتها هيئة التأمين أخيراً ستسهم في استقرار السوق مؤكداً أن التنظيمات الجديدة التي تخص الرسملة والاستثمارات ستعمل على تعزيز عدة مواصفات ائتمانية لشركات التأمين وتشمل رأس المال وجودة الموجودات والاحتياطي الكافي. وسيؤدي ذلك إلى الحد من الضغوط التنافسية، وحصر المنافسة المحتدمة ودعم استقرار السوق.
وأضاف أن شركة «آر إس إيه» لديها التزام كامل بالمبادئ التوجيهية للجهات المنظمة ونحافظ على قنوات تواصل شفافة مع قاعدة عملائها. وتتميز الشركة بسجل جيد وتستخدم فرقاً للاهتمام بشؤون المخاطر والامتثال مما يضمن أمن عملياتنا وعملائنا ومؤسساتهم من المخاطر.


أكد دايفيد هاريسفي تصريحات ل «الخليج» أنه على الرغم من أن قطاع التأمين في الإمارات لا يزال يسجل مستويات منخفضة من معدلات اختراق التأمين مقارنة بأسواق متطورة أخرى شأن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، إلا أنه يبقى متقدماً بأشواط على الأسواق الناشئة ويتوقع أن يكون مثالاً يحتذى به للأسواق الأخرى في المنطقة. وتتبين لنا هذه البيئة الإيجابية عندما ندرك أن دولة الإمارات تعتبر السوق الأسرع نمواً للتأمين بين دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
وقد أحدثت هيئة التأمين مجموعة من الإصلاحات يتوقع أن تعزز أساسات قطاع التأمين في الإمارات بالإضافة إلى تحسين الاستقرار والشفافية. ونعتقد أن إطار عمل تنظيمي متين من شأنه أن يساعد في تخطي التحديات التي نواجهها اليوم والتي تتضمن التسعير التنافسي، حيث تلجأ معظم شركات التأمين إلى الاختيار بين النمو أو الربحية. واليوم نعتبر من بين القلة الذين تمكنوا من تنمية شركاتهم مع المحافظة على الربحية. وأضاف هاريس إن ما يميزنا عن غيرنا هو تركيزنا على العملاء فنحن لا نهدف فقط إلى تلبية متطلبات عملائنا بل نحرص على أن يكون التعامل معنا سهلاً. علاوة على ذلك تتميز مواقعنا الإلكترونية بسهولة إجراء المعاملات حيث يستطيع العملاء الحصول على بوليصة على سياراتهم أو منزلهم أو للسفر في دقائق.
منتجات مبتكرة
وتابع: نبحث دائماً عن وسائل جديدة لتطوير منتجات مبتكرة تستجيب بشكل أفضل لاحتياجات العملاء وتوسيع عروض خدماتنا للوصول إلى قاعدة عملاء أوسع. لذلك عملنا مؤخراً على تجديد منتجات التأمين الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر توفير تغطية أفضل تتناسب مع حاجات أصحاب العمل. إن جهودنا الدائمة للحصول على رضا العملاء ستسمح لنا بالمحافظة على موقعنا الرائد في السوق.
وأوضح أن سوق التأمين المحلي المكتظ سيشهد إعادة هيكلة تبعاً للقوانين التنظيمية المتعلقة بالرسملة والاستثمار. وفي ظل تنافس عدد كبير من شركات التأمين على الأقساط مقابل عدد صغير نسبياً من السكان، من الصعب عليها أن تحقق وفورات الحجم من جهة التسليم. بالإضافة إلى ذلك، ستختبر الأنظمة الجديدة قدرة القطاع في الحفاظ على الأرباح والنمو وفي الوقت نفسه تلبية شروط الجهات المنظّمة للسنوات الثلاث المقبلة. ونتوقع أيضاً رؤية بعض التوحّد في السوق، إذ سيصعب على شركات التأمين الأصغر حجماً التكيف مع القواعد الجديدة بطريقة مربحة، وبالتالي تصبح محطّ اهتمام الشركات الأكبر حجماً. ونعتبر هذه القوانين خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، وعلى المدى الطويل، سيحدث ذلك تغيّرات هيكلية ضرورية جداً وسيشجع شركات التأمين على وضع الأسعار بمسؤولية. ولهذه التغيرات نتائج إيجابية أخرى منها رفع معايير العمليات التشغيلية وإدارة المخاطر والامتثال إلى جانب تحسين المعايير المهنية ومعايير خدمة عملاء.
وعن أبرز أنشطة الشركة قال نركز في «آر إس إيه» على التأمين العام إذ نعتقد أن من شأن ذلك توفير أداء مربح ومتين حتى في ظل ظروف صعبة في السوق بالإضافة إلى أننا نوفر منتجات التأمين للأفراد والمؤسسات. في قسم التأمين للأفراد نركز على التأمين على السيارة والمنزل والسفر بالإضافة إلى تأمين على اليخوت والغولف والتأمين الطبي. وفي هذه المجالات، نعتبر حماية احتياجات عملائنا الشخصية من أولوياتنا.
الأمان المالي للشركات
أما فيما يخص التأمين للمؤسسات، فنركز على المساهمة في توفير الأمان المالي للشركات وتوفير شبكة أمان في حال واجهوا مشاكل في الأعمال. وتغطي عقود التأمين الحاجات الخاصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج للنمو. وتعتبر مكامن قوتنا الأساسية في قدرتنا على مساعدة المؤسسات على الحد من المخاطر التي يواجهونها بشكل دائم. ومؤخراً، أطلقنا «خدمة التأمين الشاملة» التي توفر تغطية على مجموعة من المخاطر وفقاً لحاجة أصحاب العمل.
وسنتابع الاستثمار بتطوير وابتكار منتجات تأمين جديدة بالإضافة إلى فهم حاجات عملائنا بشكل أفضل لكيفية تقييم المخاطر بما يسمح لنا بتسهيل عملية التعامل العملاء مع «آر إس إيه». وسنتابع الاستفادة من خبرتنا العالمية لتوفير مجموعة متكاملة من الحلول والتميّز في مجال خدمة العملاء.
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
أكد ديفيد هاريس: «سجلنا نمواً بنسبة 20%، على أساس سنوي في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ونحن على ثقة من أننا نستطيع دائماً القيام بالمزيد لمساعدة أصحاب المؤسسات على تنمية أعمالهم. وكانت «آر اس ايه» قد أجرت دراسة لتتبين من نوعية عقود التأمين التي تلزم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من أجل أن تحظى بالحماية الكافية لأعمالها، فتخصص بذلك كل جهودها للتركيز على طموحاتها بالنمو. ونتيجة لذلك طورنا خدمة التأمين الشاملة، التي تتوجه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وتشمل المزايا الجديدة، تغطية للمعارض، وللبضائع أثناء النقل، وللزيادة الموسمية في البضائع، وللإضافات إلى رأس المال، ولديون الطلاب المترتّبة على مؤسسات التعليم، ولخدمات الطعام التي تقدّمها المطاعم، فضلاً على عقود التأمين الخاصة بفعاليات رائدة، شأن معرض جيتكس ومهرجان دبي للتسوّق وغيرهما، إلى جانب التغطية الطبية وتأمين الموظفين ضدّ الترحيل والاختفاء وعمليات الخطف.
والأهم من ذلك، باتت تستطيع اليوم تقديم خدماتها إلى الشركات التي تحقّق إيرادات سنوية تصل إلى 200 مليون درهم. وعبر رفع السقف الأعلى للإيرادات نفسح المجال أمام شركات بميزانيات مختلفة من أن تستفيد من مزايا التأمين».

تعليقات