مشاكل الإدارة في المؤسسة السورية العامة للتأمين

في سبعينيات القرن الماضي تعرضت شركة فورد الامريكية لخسائر كبيرة وعلى اثر ذلك تم تعيين وزير الدفاع الامريكي مديرا للشركة ، المدير الجديد اول خطواته في الشركة كانت بمنح اجازة قسرية لكل المديرين ورؤساء الاقسام لمدة 15 يوما .
راقب المدير العمل فالمديرية التي سار فيها العمل بشكل جيد اعاد اليها المدير لانه عمل بطريقة مؤسساتية وبروح الفريق ، والمديرية التي تعثر فيها العمل وكان الامر مربوطا بمديرها عزل المدير وعّين بديلا عنه .
بالمطلق معظم ما يعانيه بلدنا في كل القطاعات يتعلق بالادارة وفشل الادارة ينعكس على العمل ويدفع البلد والمواطن الثمن وتكسب شريحة صغيرة .


المؤسسة العامة للتامين السورية فيها مثال صارخ لمشكلة الادارة ، فالخلل ينخر المؤسسة وقد صدر تقرير تفتيشي ولم تتخذ الاجراءات بحق المخالفين وهناك اسئلة كثيرة تطرح حول صرف العمولات وتهريب العقود الى شركات خاصة وموضوع اعادة التأمين ومسألة الحفاظ على حقوق المؤسسة وضمان عدم التلاعب من قبل شركات ادارة النفقات وموضوع الجيل الثالث من الحواسب وصفقة الفلاشات وتشتيت المديريات ووجود الكادر في حمص والادارة في دمشق والاعتماد على الموجودين في دمشق وترك الخبرات الموجودة في حمص والاعتماد على معينين حديثا وتصفية حسابات الشركات العالقة والخبير الاكتواري والتأمين الهندسي وعدم تشغيل البرنامج وغير ذلك من المآسي التي لن يرد ذكرها .
الاسئلة التي تطرح من داخل المؤسسة على الاقل تقول لماذ تترك مؤسسة عرفت بعراقتها وايراداتها في مهب ادارة على الاقل لا تسير بالمؤسسة الى الامام ؟ ...لماذا لم تنفذ العقوبات وتتخذ الاجراءات التي اقترحتها الجهات الرقابية .
ما يدور في مؤسسة التأمين له مثيل في مؤسسات اخرى وطالما ان احدا لا يهتم ولا يسأل فاننا سنرى مؤسسات اخرى تعتمد النمط ذاته في الادارة عملا بالمثل القائل « يافرعون مين فرعنك »

معد عيسى

تعليقات