الدوحة تستضيف مؤتمرا عن أسواق التأمين في الشرق الأوسط

عبر خبراء التأمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن ثقتهم في نمو أسواق القطاع في المنطقة وفي قدرته على التعافي في الشهور المقبلة.
ويبين مقياس التأمين السنوي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن شركات التأمين تتوقع زيادة أقساط التأمين في المنطقة بمعدلات تفوق نسب نمو الناتج المحلي الإجمالي قبل أن تستقر أو تبدأ الصعود.
وأُعلنت نتائج المقياس قبل مؤتمر ملتقى قطر للتأمين الذي استمر يومين وناقش الاتجاهات الحالية وتطورات المستقبل لسوق التأمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تقدر قيمتها بخمسين مليار دولار.
وأعلن يوسف الجيدة نائب المدير التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال مقياس التأمين السنوي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال مؤتمر صحفي ذكر فيه أنه على الرغم من أن متوسط نسبة نصيب الفرد من الدخل في المنطقة مماثل للمستوى العالمي فما زالت نسب الاختراق التأميني في دول المنطقة أقل كثيرا من نظيرتها في دول الغرب.


وقال “نسب الاختراق في الغرب تصل إلى ستة بالمئة ونسب الاختراق في قطر والدول الأخرى هي واحد بالمئة. فهذا مؤشر على أنه هناك فرص هائلة للنمو.”
وعزا الجيدة هذا الفارق في نسب الاختراق إلى عدة أسباب منها انخفاض معدلات الكوارث لطبيعية وندرة الإقبال على بعض المنتجات التأمينية مثل التأمين على الحياة. لكنه عبر عن تفاؤله بنمو أقساط التأمين مع نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وقال “لو شفنا مؤشر يعني النمو في قطر يتراوح بين خمسة وستة في المئة بالنسبة لناتج الدخل القومي. فهذا مؤشر أن أقساط التأمين ممكن تنمو على نفس الوتيرة إذا طبعا زادت المنتجات وتم طبعا العمل على تحسين البيئة التنظيمية.”
وجاء في تقرير مقياس التأمين السنوي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا  أن الحجم الإجمالي لأقساط التأمين على الحياة وأدوات التأمين الأخرى في المنطقة زادت بين عامي 2008 و2013 من 30 مليار دولار إلى ما يزيد على 50 مليار دولار.
ورغم ذلك فما زال الاختراق التأميني أقل من المعدلات العالمية.
وعزا كاي أوفه شانز رئيس المؤتمر والشريك الرئيسي في شانز ألمز آند كومباني هذا الفارق بصفة رئيسية إلى انحفاض معدل التأمين على الحياة في المنطقة مقارنة بمناطق العالم الأخرى.
وذكر أن ذلك يرجع في الأساس إلى أن التأمين على الحياة ليس أمرا مقبولا في تراث وثقافة المنطقة كما أن حكومات دول الخليج العربية تدفع لمواطنيها معاشات تقاعد بالغة السخاء.
وقال شانز “الحكومات في أنحاء العالم الأخرى ليست بمثل سخاء الحكومات هنا في منطقة الخليج. لذلك يضطر الناس إلى شراء (وثائق) التأمين على الحياة لحماية أنفسهم وعائلاتهم لأنهم لا يستطيعون الاعتماد على الحكومات.”
وأضاف أن التأمين على الحياة في المنطقة لا تزيد نسبته على بين عشرة و15 في المئة من إجمالي سوق التأمين بينما يصل إلى ما بين 50 و60 في المئة في بلاد أخرى.
وقال شانز “ثمة محاولات تُجري لتطوير منتجات التأمين على الحياة لتتمشى مع المفاهيم.. الدينية.. هنا في المنطقة.. أنا مقتنع أنها مع مرور الزمن سوف تقلص الفجوة لكن ذلك سيستغرق وقتا. ستكون عملية تدريجية لا أمرا أستطيع أن أتوقعه خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة.”
واختتم المؤتمر أعماله يوم الثلاثاء العاشر من مارس آذار.

تعليقات