التغطيات التأمينية في موسم الثلوج - م. رابح بكر

قبل سنة او اكثر بقليل كتبت هذا المقال الذي يخص موسم الثلوج الذي مرت به مملكتنا الحبيبة في نهاية 2013 والذي جاء نتيجة الجدل الذي حصل عن التغطيات التأمينية لحوادث ضد الغير ونتيجة لرفض شركات التأمين بتغطية اي اضرار ناتجة عن حادث السير مما حدى بالجهات المسؤولة وقتها باصدار تعليمات تلزم الشركات بالاصلاح والتعويض وارى نفس الموسم يتكرر فاحببت ان اعيد نشره كرأي ووجهة نظر تأمينية : من خلال الاستفسارات الكثيرة عن شمول الاضرار التي وقعت للعديد من الناس سواءا في مركباتهم او ممتلكاتهم اوجسمانيا بسبب تساقط الثلوج بغزارة خلال الايام الماضية وجميعها تسأل نفس السؤال هل التأمين يشمل هذه الاضرار ام لا؟؟


وكانت اجابات موظفي شركات التأمين المعنيين بالمطالبات لمراجعيهم بأن الكوارث الطبيعية غير مشمولة بالتأمين دون ان يبذلوا عناء الاطلاع على شروط وثيقة التأمين لتكون اجاباتهم علمية ومهنية وما اريد ان اذكره في هذا المقال هو وجهة نظر شخصية غير ملزمة لاحد حجة امام شركات التأمين او جهات اخرى حيث ان تعريف الكارثة الطبيعية هو خطر مفاجئ يداهم منطقة ما يؤدي الى نشر الرعب والخوف والاضرار بين سكانها عامة وممتلكاتهم ونتائجه محزنة ومثال ذلك الفيضانات والبراكين والزلازل وربما يتناقض هذا التعريف مع تساقط الثلوج في فصل الشتاء لان ميزة هذا الفصل من السنة وطبيعته هو البرد والامطار وتساقط الثلوج ولايؤدي ذلك الى نشر الخوف بين الناس ولان غالبية الناس في انحاء العالم يخرجون مع اطفالهم لبث روح اللعب والفرح ومن طبيعة الانسان انه لايلجأ الى اماكن يرى فيها خطورة على روحه او ارواح عائلته الا في حالات استثنائية تتعلق بحب المغامرة او تحت ظروف قاهرة كالحروب مثلا ، ولو كانت اضرار تساقط الثلوج غير مشمولة بالتغطيات التأمينية لتعطلت وثائق التأمين في اوروبا والمناطق الباردة طيلة ايام السنة ولوجدتها موسمية ومع الاحترام لجميع التصريحات التي تصدر من قبل العاملين في قطاع التأمين فجميعها صحيحة لو لم يكن هناك تغطية للطرف الثالث او المسؤولية المدنية وبأقساط اضافية في وثائق تأمين الافراد او الشركات المسؤولة عن اعمدة الكهرباء او زراعة الاشجار وكان من الاولى ان تقدم شركات التأمين النصح والمشورة والتوجيهات للمؤمنين لديها من المؤسسات الكبيرة بضرورة وضع مسافة أمان بين اعمدة الكهرباء والممتلكات والاشجار ولا أظن وثائق تأمين هذه المؤسسات تغفل عن هذه التغطية ولو حصل ذلك فعلى مقدم خدمة التأمين ان يُذكّرهم بهذه التغطية ، اما في حوادث السير فقد قامت " هيئة التأمين سابقا " وادارة التأمين حاليا باصدار اعلان عن شمول هذه الاضرار في التأمين الالزامي سواءا كانت الاضرار مادية او جسمانية ولكن ما نغّص على المواطنين هو اضرار مركباتهم المسؤولة عن الحادث والتي تأمينها شاملا بحجة ما ذكر في اول المقال على ان الكوارث الطبيعية غير مشمولة بهذا العقد . ولذلك فاني اذكّر بضرورة الزامية التأمين للمؤسسات والشركات الكبيرة من جميع الاخطار بما فيها اخطار الطرف الثالث والمسؤولية المدنية وليشمل اضرار تساقط الثلوج وبصراحة كاملة وانشاء مجمعات تأمينية بين شركات التأمين العاملة في الاردن كما هو الحال في مجمع الحدود والحافلات في تأمين المركبات لشمول هذه الاضرار وتقاسم اقساطها واضرارها بينهم للنهوض بهذا القطاع .

 التاريخ : 10/1/2015
الكاتب في شؤون التأمين
المهندس رابح بكر

تعليقات