الكويت : الاندماج حل متوقف لتعثر شركات التأمين الكويتية

أمام معاناة شركات التأمين في الكويت، وخاصة الصغيرة منها من متاعب مالية تهددها بالإفلاس، يثار في أوساط هذا القطاع العديد من الآراء والمطالبات، منها من ترى أن اللجوء إلى الاندماج هو أحد الحلول لاستمرارها، فيما ترى أخرى أن الحل يكمن في وقف إصدار تراخيص لشركات تأمين جديدة لأن السوق متشبعة وبحاجة ماسة للغربلة، وأن هذا الإجراء سيعمل على ضمان حقوق ومصلحة المستهلكين والمساهمين.

نظرة على وضع السوق
لا يقارن حجم سوق التأمين الكويتي بحجم أسواق التأمين المتطورة في العالم، حيث بلغت قيمة الأقساط 184.2 مليون دينار فيما بلغت التعويضات 104.1 ملايين دينار لتبلغ نسبة التعويضات إلى الأقساط نحو 56.2% في 2010، هذا ما يؤكد عليه رئيس مجلس إدارة اتحاد مصارف الكويت حمد المرزوقي، في ورقة عمل قدمها لملتقى الكويت الثاني للتأمين، وأوضح فيها أن عدد الشركات في السوق تجاوز 32 شركة، وتتنوع شركاته بين تكافلية وتقليدية، وتمثل شركات التأمين التكافلي 3 أضعاف التقليدية فيما حصتها السوقية %18.7 فقط وفقا لآخر الإحصاءات في حين تصل حصة أكبر 6 شركات تقليدية إلى 61.6%بواقع 156 مليون دينار من إجمالي الأقساط.

وأضاف: إن سوق التأمين الكويتي يحتوي على عدد كبير من الشركات، الأمر الذي أدى إلى المزيد من المنافسة، وانخفاض متوسط نصيب شركة التأمين من الأقساط.

وأشار إلى أن وضع سوق التأمين يبرز كسوق متجزئ يعاني من مشاكل تنظيمية، مما يتطلب تأسيس هيئة مستقلة للرقابة على شركات التأمين مبنية على أسس صحيحة وتعمل وفق مبادئ ومعايير قادرة على تحقيق الكفاءة والعدالة والاستقرار في سوق التأمين.

تعثر الشركات
يرى الخبراء أن تعثر بعض شركات التأمين الكويتية وخاصة الصغيرة منها هو من ضمن تداعيات الأزمة المالية العالمية، التي اجتاحت العالم نهاية 2008، ووصل تأثيرها إلى قطاعات محلية ومنها قطاع التأمين، ومنذ ذلك الحين تدهور أداء كثير منها، وهو الأمر الذي دعاها إلى الدخول في صراعات وحروب أسعار لتحسين أوضاعها وللحفاظ على بقائها في السوق، إلا أن هذه الممارسات فاقمت من مشاكلها، وأصبحت الخسائر هي النتائج الأبرز لعملها على مدى السنوات الماضية.

وساهم غياب الوعي بأهمية التأمين في تفاقم وضع شركات التأمين، فهذا الوعي غائب عند الفرد والمجتمع والاهتمام الأكاديمي، بل حتى هناك غياب في لوائح الترخيص المقنن لشركات تأمين جديدة، وغياب الصف الثاني من القيادات التأمينية، وغياب تطوير وتنمية سوق التأمين والدور الفاعل لاتحاد شركات التأمين.

الاندماج حل متوقف
لم تسهم النداءات المتكررة بضرورة اندماج هذه الشركات فيما بينها، لتكون كيانات قوية قادرة على الصمود والاستمرار في السوق، في الدفع نحو تحقيق اندماجات تذكر، وأدى ذلك إلى الاعتقاد بأنه أمر مستبعد.

ويرجع المراقبون السبب إلى أن الشركات الكبرى القادرة على استيعاب الشركات الصغرى المتعثرة تحجم على الاندماج، لأنها لا تراه أمرا مغريا، وليس لديها أي مبرر للجوء إليه، وترى أن دمج شركة متعثرة معها قد يكون مغامرة لها نتائج سلبية عليها، فهي من وجهة نظرها ترى أنها في وضع قوي ومستمرة في عملها في السوق.

وعلى عكس نداءات الاندماج، والتي أصبحت بلا جدوى، بات توقع التصفية والخروج من السوق هو التوقع المحتمل الأقوى من الاندماج.

ودعا التخوف من مصير هذه الشركات المتعثرة بأن يطالب الخبراء بضرورة دراسة الجهات الرقابية والمسؤولة لأداء الشركات القائمة ومعالجة القضايا المتعثرة منها، وإيجاد قانون ينظم العلاقة التأمينية بين مختلف الجهات داخل وخارج القطاع.

صحيفة مكة 04.11.2014

تعليقات