إدارة الأزمات والكوارث - بقلم / د. احمد محمد رمضان

إن إدارة الأزمات والكوارث من المجالات والعلوم الحيوية والمهمة وبخاصة مع التطورات المتلاحقة والمتغيّرات المفاجئة التي نشهدها الآن على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، والتي تتطلب ضرورة الاستعداد والإعداد الجيد والتخطيط العلمي والتدريب المستمر لتحقيق الاستعداد الجيد وسرعة الاستجابة لمواجهة تلك الأزمات والكوارث والحد من أخطارها‏.‏
يعتبر علم إدارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها من العلوم المهمة الآن في الدول المتقدمة، فهناك العديد من البرامج الدراسية التي تهتم بهذا المجال المهم،‏ كما أن هناك العديد من مراكز التدريب العملي المتقدم لتدريب وإعداد الكوادر البشرية للتعامل الناجح والسريع مع الأزمات والكوارث، وأيضًا توافر الأجهزة والمعدات الحديثة للتعامل معها،‏ هذا بالإضافة للندوات والمؤتمرات وورش العمل والمؤلفات المتزايدة حول إدارة الأزمات والكوارث، ويعتبر التشخيص الصحيح للأزمات والكوارث،‏ العامل الأساسي للتعامل الناجح معها، وبدون هذا التشخيص يصبح التعامل مع الأزمات ارتجاليًّا‏.‏
وتعد المعلومات المتوافرة والصحيحة الأساس للتشخيص الصحيح للأزمات. وعلى الرغم من أن الدول النامية هي وللأسف الشديد الأكثر تضررًا من الأزمات والكوارث فإن مثل ذلك الاهتمام بهذا العلم الحيوي ما زال بعيدًا عن المطلوب‏، ولعل أفضل استثمار للموارد الطبيعية يكمن في الإدارة السليمة للأزمات والكوارث‏.‏


لقد برهنت الإحصائيات الناجمة عن الأزمات والكوارث أن هناك ضرورة ملحة للاهتمام بعلم إدارة الأزمات والكوارث، وتأسيس مراكز تدريبية متخصصة في هذا المجال،‏ مع التدريب والتطوير المستمرين لمهارات الكوادر العاملة فيه‏، وضرورة التعاون مع المراكز التدريبية والبرامج الجامعية ‏(مرحلتا التخرج والدراسات العليا‏)‏ المهتمة بمجال الأزمات والكوارث في الدول المتقدمة‏، وهناك أهمية لاختيار أحدث الأجهزة والمعدات الضرورية للتعامل الناجح مع الأزمات والكوارث‏، ومع التقدم والتطور المتنامي في تقنيات أجهزة الكمبيوتر والواقع الافتراضي‏، أصبحت هناك ضرورة للاستفادة الجادة من هذه التقنيات في تصميم وإعداد برامج تدريبية لمواجهة وإدارة أزمات وكوارث افتراضية وتدريب المسؤولين والعاملين عليها للاستعداد لمواجهة الأزمات والكوارث الحقيقية بكفاءة تحت الظروف المختلفة، وهناك أهمية لكيفية التعامل الصحيح مع الإعلام خلال الأزمات والكوارث،‏ إذ أن لكيفية إدارة الاتصال والإعلام أثرًا بالغًا ومهمًّا في نجاح إدارة الأزمة أو الكارثة‏.‏
وفي النهاية لابد من تأكيد أنه أصبح من الضروري بل من المُلح إعداد برامج متقدمة للإعداد السليم والتعامل الناجح مع الأزمات والكوارث، تركز على التدريب العملي المستمر لصقل مهارات الكوادر البشرية وتنمية أدائها ورفع مستوى الاستعداد،‏ وضرورة التعاون بين القطاعات المختلفة بالدولة للحد من مخاطر الأزمات والكوارث‏.‏

بقلم د./أحمد محمد رمضان :

تعليقات