خبير اقتصادي: 30 شركة تأمين في السعودية بلا خبرة .. وإداراتها تتحمَّل مسؤولية الخسائر

حمل الدكتور أدهم عمر جاد المستشار الاقتصادي لشؤون التأمين وإعادة التأمين، إدارات شركات التأمين في السعودية مسؤولية أي خسائر تتكبدها شركاتهم، مشيراً إلى أن خمس شركات فقط من بين 35 شركة تأمين عاملة في السوق السعودي، تتمتع بكفاءات إدارية واعية، ولديها الخبرة الكافية في إدارة شركاتهم دون تعثر أو تراجع في الأداء.

وقال أدهم لـ «الشرق» إن تأسيس شركة تأمين جديدة، لا يعتمد فقط على الملاءة المالية القوية، وإنما يعتمد أيضا على طاقم إداري، مُلم بمجالات التأمين، وكيفية التعامل معها، وكيفية الاكتتاب وإجراءات التعويضات، وآلية إعادة التأمين ودراسة السوق بشكل جيد، ومعرفة المنتجات التأمينية التي ينبغي أن تركز عليها الشركة، وتلك التي يجب أن تتجنبها».

ولفت أدهم إلى أن «المنافسة السعرية بين شركات التأمين خفت حدتها إلى حد ما، بعد تدخل مؤسسة النقد السعودي، وإلزامها الشركات بأن تكون أسعارها وفق تقييم خبراء مستقلين، لديهم آلية معينة يحددون بها أسعار المنتجات التأمينية»، موضحاً أن «تراجع المنافسة السعرية هذه، يلقي بالكرة في ملعب إدارات الشركات، التي عليها أن تستثمر قراءتها الجيدة للسوق المحلية، وتدير أعمالها وبرامجها وفق دراسات ميدانية لمتطلبات السوق والعملاء، شريطة أن تتمتع بخبرة عملية تضمن نجاح عملياتها»، مضيفاً أنه «للأسف الشديد، معظم إدارات الشركات، باستثناء نحو خمس شركات، لا تلم بالثقافة التأمينية، ولا تعرف المؤثرات في السوق، ما يعرض شركاتهم للمخاطر»، مضيفاً أن خسائر شركات التأمين نوعان؛ الأول وهي خسائر في الأرباح، والثاني خسائر ناتجة من المصاريف التشغيلية.

وشهدت شركات التأمين في الربع الرابع من العام الماضي خسائر فادحة، إثر قيام أكثر من عشرين شركة بتعزيز مخصصاتها الفنية لمواجهة المطالبات التأمينية ومصاريف التشغيل، وبلغ إجمالي خسائر القطاع 1184.5 مليون للربع نفسه، و1292.8 مليون لكامل العام. وارتفع عدد الشركات المدرجة في القطاع التي تجاوزت نسبة خسائرها 50 % من رأس المال، ليصل العدد إلى سبع شركات.

تعليقات