إحصائية عن الحوادث المروية في قطر : 1289 عدد الوفيات بين 2007 و 2012

كشفت دراسة أجراها مركز قطر لدراسات السلامة المرورية بجامعة قطر مؤخرًا عن أن حالات وفيات حوادث الطرق خلال السنوات الست الماضية (بين 2007 و2012) بلغت حوالي 1289 حالة، وبتكلفة إجمالية تُقدّر بأكثر من 17.6 مليار ريال تقريبًا.. كما شهدت تلك الفترة وقوع أكثر من مليون حادث.
وقد قام بإجراء هذه الدراسة طالبات من كلية الهندسة في الجامعة، هنّ آمنة زيدان وابتسام علي وجواهر النابت ونورا الحاج باشراف كل من الدكتور خليفة ناصر آل خليفة، مدير مركز قطر لدراسات السلامة المرورية بالجامعة، والعميد المساعد للأبحاث والدراسات العليا بكلية الهندسة الدكتور عبدالمجيد حمودة.
وأوضحت الدراسة أن تكلفة الحوادث المرورية في قطر خلال عام 2007 فقط بلغت نحو 2.5 مليار ريال تقريبًا وصولاً إلى 3.2 مليار ريال تقريبًا عام 2012، الأمر الذي يُشير إلى أن قطر تنفق ما يقارب 2.7 % من الناتج المحلي الإجمالي على الحوادث المرورية سنويًا.


رأس المال البشري
وقد استندت الدراسة إلى نموذج عالمي يُعرف باسم "رأس المال البشري"، والذي يُعنى بتقدير تكلفة الحوادث المرورية والخسائر المترتبة عليها خلال فترة زمنية معينة، ويرتكز هذا النموذج بشكل رئيسي على بحث ودراسة ثلاثة محاور رئيسية، هي تكلفة الأضرار البشرية، وتكلفة الممتلكات والأضرار المادية، وتكلفة الأضرار العامة .
وعملت الباحثات على تقصي العديد من الجوانب التي تندرج تحت المحاور الثلاثة المذكورة، منها التكلفة الطبية، وخدمات الطوارئ، والخدمات بعيدة المدى، وتكلفة أضرار المركبات، وتكلفة شركات التأمين، والتكلفة القضائية والأمنية.
وبيّنت الدراسة أن الحوادث المرورية تعتبر من أبرز الظواهر العالمية خاصة في المدن التي تشهد كثافة سكانية عالية ينتج عنها ازدحام مروري خانق في أوقات الذروة، ونظرًا لوقوع قطر في نطاق الدول النامية، تُعادل تكلفة الحوادث المرورية وما ينتج عنها من خسائر اقتصادية وبشرية نحو 2-5% من الدخل القومي.

523 ضحية بين السائقين
وكشفت الدراسة عن العديد من الإحصائيات والأرقام المهمة التي تساعد صانعي القرار على اتخاذ إجراءات قانونية صارمة للحدّ من الحوادث المرورية، حيث تمّ تصنيف الوفيات البالغ عددهم 1289 إلى 523 ضحية من السائقين، و377 ضحية من الركاب، و389 ضحية من المارّة والمُشاة خلال 6 سنوات.
وفي تصنيف آخر يتناول النوع الاجتماعي لضحايا الحوادث المرورية، أشارت الدراسة إلى وفاة 1197 ذكرًا، و92 أنثى، خلال الفترة ما بين 2007 و2012، في المناطق التي تشهد ازدحامًا مروريًا خانقًا والتي تعرف باسم النقاط السوداء.

النقاط السوداء
وينطبق مفهوم "النقاط السوداء" على المواقع التي تكثر فيها حوادث المرور بشكل متكرّر سواء أدت هذه الحوادث إلى وقوع ضحايا أو إصابتهم إصابات بالغة أو اقتصرت على إحداث ضرر في الأملاك العامة والخاصة.
ويعتبر تحديد هذه النقاط عاملاً مهمًا لدراسة هذه المناطق والأسباب التي تؤدي إلى وقوع حوادث فيها كوجود مشاكل في التصميمات الهندسية للطرق أو في السرعة المحدّدة للمركبات فيها.
كما تناول البحث أيضًا دراسة التكلفة الاقتصادية للحوادث المرورية في العالم والإصابات الناجمة عنها، حيث بلغت قيمة التكلفة الاقتصادية نحو 518 مليار دولار سنويًا بينما تُقدّر خسائر الدول منخفضة ومتوسطة الدخل بنحو 65 مليار دولار سنويًا.
وخلصت الدراسة إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الحوادث المرورية لها عواقب كبيرة على المجتمع، وخاصة في الجوانب الاجتماعية والصحية والاقتصادية والبيئية، ولا شك أن حساب تكلفة الحوادث يساعد على تقييم الأولويات في الإستراتيجيات الخاصة بالسلامة المرورية لأهميتها في تقدير تكلفة الحوادث وأثرها على الناتج المحلي.
كما ذكرت الدراسة أن ارتفاع تكلفة الحوادث وزيادتها سنويًا سيؤدي إلى خسائر وأضرار بالبنية التحتية خاصة المتعلقة بالحوادث الجسيمة وما لها من تأثير على مرافق الدولة والممتلكات الخاص مثل السيارات والأفراد. وهذا سيؤدي إلى زيادة الجهد والمال لما يطلبه لإعادة الوضع إلى ما كان عليه.
كما أن حوادث الطرق لها تبعات كبيرة على القطاع الصحي في الدولة فيما يتعلق بتكلفة الخدمات الصحية المرتبطة بتلك الحوادث، حيث هناك تكلفة كبيرة خاصة بالعلاج والإقامة في المستشفيات والتكلفة الخاصة بسيارات الاسعاف. وهذا سيؤدي إلى عبء إضافي على القطاع الصحي في الدولة. وكذلك ما تشكّله الحوادث من إعاقات جسدية ومالها من تأثير نفسي واقتصادي واجتماعي على الأسرة.

البحث العلمي لخدمة المجتمع
وقد أخد مركز قطر لدراسات السلامة المرورية منذ انطلاقته في سبتمبر 2012 على عاتقه مسؤولية المساهمة في توظيف البحث العلمي لخدمة قضايا المجتمع وإيجاد حلول جذرية للتحديات التي قد تواجهه، واستخلاص نتائج تفيد صانعي القرار المعنيين بتعزيز ثقافة السلامة المرورية، والالتزام بقواعد السير، وهو ما يُساهم في تحقيق التنمية المستدامة، والنهوض بالمجتمع المحلي.
والمركز الآن بصدد عمل محاكاة بالكمبيوتر لطريق 22 فبراير، والذي يعتبر من أبرز النقاط السوداء في قطر، ويشهد ازدحامًا وحوادث مرورية مروعة، وستُعنى المحاكاة بتحديد مداخل الطريق ومخارجه وقدرته الاستيعابية بالتعاون مع الجهات ذات الصلة لتفادي عيوب هذا الشارع الحيوي المهم.. كما قام المركز مؤخرًا بتوقيع اتفاقية مع شركة إكسون موبيل وإدارة المرور لدعم جهوده في زيادة الوعي حول السلامة المروريّة والوقاية من الحوادث وذلك من خلال عمل بعض الدراسات والمقترحات للجهات ذات الصلة بحوادث الطرق .

تعليقات