المدافئ المقلدة رديئة الصنع أبرز مسببات الحرائق.. ومنتجاتها رائجة في السوق

حذّر عدد من الخبراء من مخاطر المدافئ المقلدة أو رديئة الصنع، مؤكدين أنها باتت أحد أبرز أسباب نشوب الحرائق في المنازل، وأن الكثير من السكان يتساهلون في اختيار المنتج الكهربائي الجيد، الأمر الذي يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، خاصةً مع انتشار المنتجات المقلدة في الأسواق الشعبية القطرية.
وأوضحوا أن المستهلك مكلف بأن يدقق في المعلومات البسيطة على المدفأة، وفي مقدمة الاشتراطات التي يدققها بلد المنشأ، فهناك منتجات مجهولة المصدر، ومستوى الفولتية في المدفأة، يجب ألا يقل عن 220 إلى 240 فولت، وكلها تتوافر في منتجات الشركات العالمية، فهي تحرص على أن تقدم منتجا عالي الجودة.
ولفتوا إلى أن ترك المدافئ أثناء النوم يعد أحد أبرز مسببات الحرائق، فترك الدفاية خطير جداً على سلامة الأسرة، والدراسات تثبت أن معظم الحرائق تحدث في الفترة الليلية، وبعد نوم السكان، مؤكدين أن بعض الكوارث التي خلفت ضحايا كان سببها التكاسل في إطفاء المدافئ قبل النوم. 
وأكدوا أن العديد من الدراسات أكدت خطورة وضع الدفاية في أماكن تشكل الأصواف غالبيتها، كبيوت الشعر التي تصنع من الصوف والمنتشرة في قطر، فهذه الخيام تشكل خطورة إن وضعت الدفاية بالقرب منها لفترة طويلة، خاصة أن بها بعض الخيوط المعالجة كيمائياً. 

المعايير السليمة
وقال الدكتور محمد سيف الكواري الوكيل المساعد لشؤون المختبرات والتقييس بوزارة البيئة: رغم أن المدافئ الإلكترونية من السلع غير المقيدة، أي لم توضع مواصفاتها من قبل الوزارة حتى الآن، إلا أن هناك ثوابت لا بد أن يبحث عنها المستهلك قبل شرائه السلع الكهربائية، وهذه الاشتراطات تضمن عوامل الأمان والسلامة.
وأضاف: تأتي الفولتية في مقدمة الاشتراطات الواجب أن يضعها المستهلك نصب عينيه عند اختيار الدفاية المناسبة، والأنواع التي تتراوح الفولتية بها من 220 إلى 240 فولت تتناسب مع مستوى الكهرباء في قطر، وعلى المستهلك ألا يلتفت لأي أنواع دون هذا الحد، فإن تدني مستوى الفولت من الممكن أن يجعل المدفأة تسخن سريعاً، ويمكن أن تتسبب بحريق في المنزل.
وتابع الكواري: طبقاً للعديد من الدراسات حول العالم، فإن أحد أبرز الأسباب التي تتسبب في حرائق، وضع الدفاية في أماكن تشكل الأصواف كبيوت الشعر نسبة كبيرة منها، فبيوت الشعر أو الخيام، إن وجدت الدفاية بالقرب منها، تصبح مواد شديدة الاشتعال، فهناك بعض الخيوط معالجة كيمائياً تدخل في صنع هذه الخيام وتزيد من قابليتها للاشتعال، خاصةً مع تشغيل المدفأة لفترة طويلة داخلها.
ولفت الوكيل المساعد لشؤون المختبرات والتقييس بوزارة البيئة إلى ضرورة تأكد المواطنين، ممن يرتادون البر للتنزه، من أن المدفأة بعيدة تماماً عن أقمشة بيوت الشعر، وأن تكون على مسافة متر إلى متر ونصف على الأقل من كل جانب، وألا تلامس أقمشة الخيمة نهائياً، ضماناً لعدم حدوث أي حرائق.
وأشار إلى أن غالبية السكان يلجؤون إلى الدفايات الرخيصة، رغم أنها تشكل خطورة كبيرة على حياتهم في حال تم تشغيلها لساعات طويلة، ناصحاً بأن يتحرى المستهلك المنتجات ذات العلامات المعلومة محلياً وعالمياً، مؤكداً أنها منتجات مضمونة ونسب المخاطر بها تقل إلى مستويات لا يمكن أن تتوافر في تلك الرخيصة، وأن فارق السعر يضمن الأمان والحماية للمستهلك وأسرته.
ولفت الكواري إلى أن المستهلك مكلف بأن يدقق في المعلومات البسيطة على المنتج الكهربائي بشكل عام، وليس المدافئ فحسب، وفي مقدمتها بلد المنشأ، خاصةً مع وجود منتجات مجهولة المصدر، إضافة إلى مستوى الفولتية في المنتج، وكلها تتوافر في منتجات الشركات العالمية، فهذه المؤسسات تحرص على أن تقدم منتجا عالي الجودة.
وقال الوكيل المساعد لشؤون المختبرات والتقييس بوزارة البيئة: من أبرز الأخطاء التي يقع فيها السكان تشغيل المدفأة أثناء النوم، فترك الدفاية خطير جداً على سلامة الأسرة، وقد أثبتت الدراسات أن معظم الحرائق تحدث في الفترة الليلية، وبعد نوم السكان، وحدثت بعض الكوارث التي كان سببها التكاسل في إطفاء المدافئ قبل النوم.
وأضاف: لا يرتبط حدوث مشكلات كهربائية بسبب المدافئ بالساعات التي تعملها، فالدفاية يمكن أن تحترق سريعاً إذا كان مستوى الفولتية دون 220، ففي هذه الحالة يمكن أن تسبب حريقا من اليوم الأول لتشغيلها، لذا فالفولتية تأتي دائماً في مقدمة نصائحنا للمستهلك، والشكاوى دائماً تكون من احتراق الجهاز سريعاً، بسبب عدم التفات البعض للفولت الذي يكون غالباً دون مستوى التشغيل في المنازل.
وأوضح الكواري أن الدفايات ذات الجودة العالية يمكن أن تعيش لسنوات طويلة، لافتاً إلى أنها تعد أوفر للمستهلك من شراء دفاية سنوياً، ولا تعرض حياته للخطر كما في الأنواع الرخيصة التي تهدد حياة السكان يومياً.
وكشف الوكيل المساعد لشؤون المختبرات والتقييس عن أن وزارة البيئة تعتزم خلال الفترة المقبلة وضع معايير للمدافئ، فالوزارة تعمل على إصدار لائحة فنية للأجهزة منخفضة الجهد، والدفايات ضمن هذه الأجهزة والمعدات الكهربائية، وستضع الوزارة عددا من الاشتراطات التي تعمل وفقها كافة المحلات والمستوردين في قطر، إضافة إلى الغسالات والثلاجات والميكرويف وغيرها من الأجهزة.
ونصح الكواري بضرورة الالتفات إلى نصائح الخبراء في هذا الشأن لحين إصدار لائحة بالاشتراطات الواجب توافرها، فهي كفيلة بتحقيق السلامة والأمان للمستهلك.

توعية السكان
وقال المهندس أحمد الجولو رئيس جمعية المهندسين القطرية: اختيار المدفأة المناسبة أمر مهم جداً، فالمدافئ التي لا يتوافر فيها مواصفات عالية تعرض حياة المستهلك للخطر، والمنتج رديء الصنع يمكن أن يتسبب في حريق، وعلى كل شخص أن يلتفت إلى هذه المنتجات لخطورة التهاون في اختيارها.
وأضاف: لا بد أن تعمل إدارة المواصفات والتقييس التابعة لوزارة البيئة على إصدار لائحة بمواصفات المدافئ التي تتناسب مع قطر في أقرب وقت ممكن، فهذه المنتجات تتعلق بسلامة السكان، وترك الأمر للتجار للتلاعب بأرواحهم يعد خطأً كبيرا، وقد أصدرت الوزارة عددا من الاشتراطات خلال الفترة الماضية لسلع كهربائية كالتوستر وغيره، وهو مجهود يشكر لمسؤوليها يجب أن يتبع بغيره من الإجراءات التي تصب في صالح كافة السكان.
وأردف: وضع الاشتراطات من قبل إدارة المواصفات والتقييس سيمنع دخول أي سلعة مقلدة أو رديئة الصنع إلى قطر، ويوقف تلاعب التجار بهذه المنتجات التي باتت ضرورية في حياتنا، وفي الوقت نفسه يمثل أي تهاون بشأنها تهديداً لأرواح الكثيرين.
وأشار الجولو إلى أنه لا يمكن الحكم على الجهات الرقابية بأنها قصرت في رقابة التجار، خاصة أن الإدارات المعنية بوضع المواصفات لم تصدر المعايير التي تعمل من خلالها مختلف الإدارات، تحديداً فيما يخص المدافئ، وبناءً عليه فالأمر لا يعدو كونه إرشادات يجب أن يلتفت إليها المستهلك، ضماناً لسلامته والآخرين من حوله، فالضرر يمكن أن يعم ليشمل الكثير من المحيطين.
وأكد أهمية التوعية لضمان سلامة المستهلك، فالدورات الإرشادية وغيرها من سبل نشر الوعي بين المواطنين فيما يخص سبل الأمن والسلامة تعد في قمة الأمور التي يجب أن يعلم المستهلك بدقة كل ما يخصها، وعلى الجهات المعنية أن توزع هذه الإرشادات على المحلات التجارية وأن تضعها داخل المتاجر حتى يعلم كل شخص مواصفات السلعة الواجب أن يشتريها، وألا يقع فريسة في أيدي التجار ممن يبحثون عن الربح المادي مهما كانت النتائج.
ولفت رئيس جمعية المهندسين القطرية إلى أن الدولة بها لائحة من العقوبات التي تكفل ردع التجار، إلا أن المسؤولية مشتركة مع المستهلك نفسه، فالأمر يتعلق بخسائر كبيرة، ليست في الأموال فحسب، بل إن الأمر يتخطى ذلك إلى احتمال حدوث خسائر في الأرواح. وقال الجولو: لا بد من إعطاء الصلاحية للمفتشين من إدارة حماية المستهلك أو غيرها من المؤسسات الرقابية لتوقيع أقصى العقوبات على التاجر المتهاون، فحياة البشر لا يمكن أن تترك رهينة لتلاعب أشخاص بعينهم، سواء بإغلاق المحال أو تحويل المخالفة للقضاء لاتخاذ ما يلزم فيها، فبعض المخالفات التي انتشرت في الآونة الأخيرة تهدد حياة الكثيرين. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تقليل كميات المدافئ المقلدة في قطر، مشيراً إلى أن الحملات التوعوية التي قدمتها مختلف مؤسسات الدولة، أسهمت وبشكل واضح في نشر الفكر السليم حول اختيار الجهاز الكهربائي المناسب، وسيظهر نتاج هذه الحملات خلال الفترة المقبلة على أرض الواقع، لافتاً إلى أن السنوات الماضية شهدت استهتارا واضحا من قبل المستهلكين، مؤكداً على أهمية وضع نشرات دورية تلفزيونية أو صحافية، بحيث تصل إلى أكبر شريحة من السكان.
واقترح الجولو أن تنظم المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء حملات توعية بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني، حول المواصفات الجيدة للجهاز الكهربائي، وهي مسؤولية مشتركة بين كافة أجهزة الدولة المعنية، ولا تقتصر على جهة بعينها، وهناك استجابة كبيرة من سكان قطر لهذه الحملات.

منتشرة في السوق القطرية
وقال حمد جاسر الجاسر مدير شركة المتحدات للإلكترونيات: الأجهزة الكهربائية المقلدة، ومن بينها المدافئ الرديئة، منتشرة في قطر، وإن لم تكن في كافة المحلات التجارية، إلا أنها ظاهرة لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها، لما يمكن أن تخلفه من مخاطر على سلامة الكثيرين، ويغلب بيعها في المحلات الشعبية، وليس في المحلات الكبيرة في الدولة، خاصة أن المولات الكبرى تحرص على عرض منتجات متميزة تعبر عن مدى حرصها على انتقاء المنتج الجيد.
وأضاف: غياب الرقابة وراء انتشار هذه المدافئ الرديئة، فتشديد العقوبات على أصحاب المحلات التجارية كفيل بأن يوقف هذا الاستهتار من أصحابها، ولا بد من غلق أي محل يثبت بيعه لهذه المنتجات ليكون عبرة لغيره، وحتى لا تنتشر في مجتمعنا.
وأردف الجاسر: الدفايات المقلدة ورديئة الصنع يمكن أن تتسبب في حرائق كبيرة، والتهاون في التفتيش على هذه المنتجات يمكن أن يترتب عليه نتائج كارثية على الفرد، وعلى المستهلك أن ينتبه إلى هذا الأمر، وأن يشتري منتجات موثوقا منها.
وأوضح أن شراء الدفايات الرديئة منتشر في قطر على نحو كبير، نظراً لقصر فترة الشتاء في البلاد، فالمستهلك يلجأ إلى هذه المنتجات لأنه لن يستخدمها إلا لفترة وجيزة لا تتجاوز الشهرين، ويتراجع عن شراء منتجات غالية لمجرد استخدامها لهذه الفترة القصيرة، فبدلاً من أن يدفع 1000 ريال يفضل أن يدفع 200 ريال لدفاية لن يطول استخدامها، مبيناً أنه سلوك خاطئ يمكن أن يتسبب في خسائر كبيرة للمستهلك.
وأوضح مدير شركة المتحدات للإلكترونيات إلى أهمية حملات التوعية في نشر الفكر السليم لاختيار الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، وهي مسؤولية مشتركة بين الكثير من مؤسسات الدولة، سواء كانت إعلامية أو رقابية أو تنفيذية، خاصة أن الأمر يتعلق بأرواح السكان.
وأكد الجاسر على ضرورة تكاتف كافة الجهات المعنية وفي مقدمتها إدارة حماية المستهلك في تشديد الرقابة على المحلات التجارية المخالفة، ووضع عقوبات تتناسب مع حجم المخاطر التي يمكن أن تخلفها المدافئ المقلدة على السكان، فالتلاعب واضح على أرض الواقع، ولا بد من مواجهته بقوة.

العرب

تعليقات