تقرير لشركة تأمين ألمانية : الأخطاء الطبية قتلت 19 ألف ألماني في 2013

دقت شركة تأمين كبيرة في ألمانيا ناقوس الخطر من تفشي الأخطاء الطبية التي أفضت في العام الماضي إلى موت 19 ألف ألماني. لكن نقابة الأطباء في ألمانيا قالت إن هذا الرقم مبالغ فيه.
ويتوجه آلاف العرب سنويًا، خصوصًا من الخليج، إلى ألمانيا لتلقي العلاج. ورغم الثقة الكبيرة بمستوى الطب الألماني، وحسن الرعاية في المستشفيات، فإن على الراغب في العلاج في المستشفيات الألمانية أن يبدي أكبر الحرص في اختيار الطبيب والمستشفى الملائمين. وهذا، في الأقل، ما تنصح به شركة التأمين الصحي الألمانية الرسمية «اوك» المواطنين الألمان أنفسهم.

وقرعت «اوك» نواقيس الخطر في ردهات المستشفيات الألمانية، بتقريرها الذي يتحدث عن أخطاء كان من الممكن تجنبها، تتسبب للمرضى بمعاناة طويلة. ويتعرض مئات الآلاف من الألمان سنويًا إلى مضاعفات تتراوح بين البسيطة والخطيرة والقاتلة بسبب الأخطاء الطبية الناجمة عن خطأ في التشخيص أو العلاج، أو بسبب أخطاء الكادر الصحي والاداري. وجاء في تقرير «اوك» لسنة 2014 أن 19 ألف ألماني يلقى حتفه في المستشفيات الألمانية بسبب هذه الأخطاء القاتلة.

وشككت نقابة الأطباء الاتحادية بهذه الاحصائية حال نشرها، واتهم رئيس النقابة، البروفيسور فرانك اولريش مونتغومري، شركة التأمين الصحي بممارسة مناورة سياسية مفضوحة. ووفق تقرير شركة التأمين الصحي الرسمية، التي توفر التأمين الصحي لأكثر من 24 مليون ألماني (ثلث السكان)، فان عدد ضحايا الأخطاء الطبية القاتلة يزيد 5 مرات على عدد ضحايا حوادث الطرق. وأدت نسبة 5-6 في المئة من عدد حالات العلاج في المستشفيات، وبلغ مجموعها 18.8 مليون حالة، إلى نتائج سلبية. وتمتد هذه المضاعفات بين الحساسيات والتهابات الجروح والوفاة. قادت نسبة 1 في الألف من هذه الأخطاء إلى الموت، وهذا يعني وفاة 19 ألف مريض قياسًا بعدد المعالجات العالي. وهذه نسبة عالية، بحسب تقدير خبراء «اوك»، ولا تليق بسمعة بلد متقدم صحيًا كألمانيا.

وقدر البروفيسور ماكس جيريدت، الذي أشرف على دراسة «اوك»، أن نصف الأخطاء الطبية التي قادت إلى الموت كان تجنبها ممكنًا. وتنطبق هذه الحال على التهابات جروح ما بعد العمليات، التي تشكل 4 في المئة من مجموع المضاعفات غير اللازمة، لأن تحسين الإجراءات الوقائية، والعناية بتطهير أجهزة العمليات، وغرف المستشفيات، كفيل بتقليلها. ويبدو أن قضية تعقيم اليدين في المستشفيات، من قبل الكادر الطبي، يلعب دورًا مهما في زيادة حالات التهاب الجروح، وتشكل 50 في المئة من أسباب تلوث الجروح. وسبق لخبراء «اوك» أن نبهوا إلى ضرورة التخلي في المستشفيات عن الأبواب التقليدية واستبدالها بأخرى تنفتح وتنغلق اوتوماتيكيًا، لأنه ثبت أن أكرة الباب أخطر أحيانًا من يد ممرضة ملوثة بالبكتيريا.

الراي الكويتية

تعليقات