قطر : شركات التأمين تدخل في مفاوضات تجديد الإتفاقيات مع معيدي التأمين العالميين

تشرع شركات التأمين المحلية خلال الشهر الحالي بالتباحث مع معيدي تأمينها العالميين، من أجل تجديد عقودها معها، والتي سيتم تقييمها بالزيادة أو الانخفاض على أساس نتائج هذه الشركات الوطنية.
وتعول شركات التأمين المحلية على نتائجها المالية ومتانة الأوضاع الاقتصادية والاستقرار الأمني بالدولة، في مساعيها لتحقيق انخفاض بتكلفة إعادة التأمين مع الشركات العالمية عند بدء المفاوضات لتجديد العقود خلال الشهر الجاري.
ويؤكد مسؤولون لـ «العرب» أن شركات التأمين الوطنية في وضع تفاوضي جيد، يسمح لها بتمديد عقود إعادة التأمين لعام 2013 بتكلفة أقل من التكاليف التي ستتحملها شركات إعادة التأمين في باقي الدول العربية، مستفيدة من استقرار الوضع الأمني وتحسن بيئة الأعمال.
وعادة ما تتعاقد شركات التأمين الوطنية مع شركات إعادة التأمين الأوروبية لما تتمتع به هذه الشركات من ملاءة مالية قوية وخبرة عريقة بأسواق المنطقة.
وتسيطر الشركات العالمية على صناعة إعادة التأمين في منطقة الشرق الأوسط، إذ لا توجد شركات إعادة تأمين إقليمية ذات قدرة استيعابية كبيرة، فيما تعد «ميونيخ ري»، «سوس ري»، «ترانس ري» و«هانوفر ري» من أهم تلك الشركات.

عرف
بداية يقول خبير التأمين محمد الجعبري مساعد الرئيس التنفيذي في الشركة الإسلامية القطرية للتأمين: إن شركات التأمين المحلية تقوم كل نهاية عام بتجديد عقودها مع شركات إعادة التأمين، مشيراً إلى أن نتائج الأولى هي التي تتحكم في رفع أو خفض قيمة العقود المجددة مع الأخرى.
ويضيف الجعبري أن عوامل أخرى تحدد قيمة العقد عند التجديد، منها الحوادث العالمية والنتائج الإحصائية لدول المنطقة ولا تترتب على أساس العوامل السياسية التي تشهدها بعض الدول المجاورة.
ويؤكد أن شركات التأمين الوطنية في وضع تفاوضي جيد، يسمح لها بتمديد عقود إعادة التأمين لعام 2013 بتكلفة أقل من التكاليف التي ستتحملها شركات إعادة التأمين في باقي الدول العربية، مستفيدة من استقرار الوضع الأمني وتحسن بيئة الأعمال.
ويشير إلى أن شركات التأمين المحلية تقوم بتجديد عقودها لمدة سنة واحدة فقط، في الوقت الذي ترتبط هي فيه بعقود مع عملائها لأكثر من 4 سنوات، مؤكداً أن كل عام يكون هناك تغيير في قيمة العقود المجددة سنوياً.
ويوضح أن غالبية شركات التأمين المحلية تتعامل مع شركات إعادة عالمية نظراً لعدم توافر هذا النوع من الشركات داخل قطر، معرباً عن أمله في أن تكون هناك شركات من هذا النوع داخل السوق المحلي.
ويؤكد أن الشركة الإسلامية القطرية للتأمين تتعامل مع شركات إعادة تأمين هي الأقوى في العالم، مؤكداً أن قيمة عقودها مع هذه الشركات تتغير على أساس نتائجها السنوية وقاعدة عملائها.


من جانبه، يقول خبير التأمين محمد مهران: إنه لن يكون هناك تغير جذري في قيمة العقود التي سيتم تجديدها مع شركات إعادة التأمين بنهاية العام الجاري، مؤكداً أن نتائج الشركات المحلية جيدة إلى حد ما في معظمها.
بيد أنه يؤكد أن بعض شركات التأمين ذات النتائج غير الجيدة قد تلجأ للتعامل مع شركات إعادة درجة ثالثة أو رابعة ليست بقوة ومهنية الشركات الأخرى.
ويرى مهران أن الأحداث السياسية يكون لها تأثير بالفعل على هذه العقود، مؤكداً تأثر نظرة شركات الإعادة وتقييمها بتلك الأحداث التي تشهدها المنطقة، حيث تكون نظرتها في العموم على أساس المنطقة كلها.
ويتوقع أن تكون نتائج شركات التأمين المحلية هي العامل الأساسي في تجديد العقود مع شركات إعادة التأمين من ناحية التسعير والاشتراطات، مؤكداً أن هناك شبه استقرار في دول منطقة الشرق الأوسط على غير ما كان عليه الوضع منذ فترة.
كما يتوقع مهران أن يكون تجديد عقود إعادة التأمين السنوية والخاصة بعام 2013 سهلاً مثل السنوات الماضية، خاصة أن شركات إعادة التأمين الأوروبية تتهافت على تغطية سوق التأمين القطري وزيادة تواجدها في السوق.

تعليقات