الإمارات : السيارات المتضررة من الحوادث بين "مطرقة" التأمين و"سندان" الورش

تزايدت في الآونة الأخيرة شكاوى أصحاب السيارات من انتشار الورش الصناعية الصغيرة التي تفتقر في مقوماتها إلى ما يمكنها من التعامل مع المركبات الحديثة، التي يتطلب إصلاح أضرارها أجهزة معينة لديها الإمكانات، التي تجعلها تحدد مكان الخطأ بدقة وإصلاحه بشكل سليم وسرعة عالية .
يقول المواطن حمد عبيد المري "موظف": إن أسوأ ما يقابل صاحب أي مركبة هو تعرضه للاصطدام بمركبة أخرى بعيداً عن المتسبب في الحادث، الذي تحدده الجهات المختصة، حيث يجد نفسه وقد أصبح بطلاً لمسلسل تبدأ أولى حلقاته مع شركة التأمين التي تتعامل مع الحادث ثم ترسل المركبة المتضررة إلى الورشة التي يتم تحديدها من قبل الشركة، وهناك يبدأ فصل آخر من المعاناة تدور أحداثه داخل الورشة التي لا توجد بها تجهيزات كفيلة بإقناع صاحب المركبة بإصلاح سيارته التي قد يزيد سعرها على 200 ألف درهم، حيث تسود الفوضى في المكان الذي تفوح منه روائح نفاذة ويكتظ بالعمال الذين يجهل بعضهم نوع المركبة، وعادة ما ينتهي المسلسل بإصلاح المركبة بشكل خاطئ لا يرضي صاحبها لاسيما أن ذلك يؤثر بشكل كبير في سعر السيارة في حال إعادة بيعها .

وما يجري داخل تلك الورش بحاجة إلى إيجاد جهة إشرافية تضمن لصاحب المركبة والورشة حقهما من دون أن تحدث إخفاقات مثل التي نراها حالياً، وأهم ما في الأمر هو وضع قائمة بالمستلزمات الأساسية التي تحتاجها الورشة تختلف باختلاف تخصصها وإلزام الجميع بتوفيرها خاصة أن معظم المركبات الحديثة بحاجة إلى أدوات معينة للتعامل معها وهو ما تفتقر إليه معظم الورش الموجودة في مدينة العين .

إصلاح سيئ
أما ناصر العامري "موظف" فيؤكد أنه تضرر كثيراً بعد أن أصلح مركبته التي تعرضت لحادث تدهور، حيث اضطر إلى إصلاحها في ورشة ادعى صاحبها أنهم متخصصون في إصلاح المركبات المتدهورة، حيث قمت بالاتفاق معه على إصلاح المركبة بمبلغ معين وتركتها لديهم وغادرت لأعود بعد أسبوعين وأجد مركبتي خارج الورشة تغطيها الأتربة فتوجهت إلى المسؤول الذي برر الأمر بضيق المساحة الداخلية للورشة وأمر بغسل المركبة وتسليمي إياها، وليتني ما تسلمتها، حيث كان الإصلاح سيئاً للغاية والكثير من الزوايا لم تعد إلى حالتها .

أما مختار محمد العربي - موظف - فيروي قصته التي وصلت إلى قاعات المحاكم ويقول: تسببت في حادث مروري في أحد الأيام الماطرة، وبعد توجهي إلى إحدى شركات التأمين جرى تحويل سيارتي التي كانت متضررة من الأمام إلى إحدى تلك الورش التي تفتقر إلى الكثير من الأجهزة التي تسهم في اكتشاف الأعطال، وتسهل من مهمة عمل الفني المختص وتعتمد بشكل كامل على المعدات والأدوات التقليدية .
وأضاف: السيارة أكملت في الورشة نحو عشرة أيام، وهنا اكتشفت أنه لم يتم إصلاحها بالشكل الصحيح، وهو ما دفعني إلى العودة للورشة أكثر من مرة، كانت خلالها الأضرار الداخلية تتزايد إلى أن تعطلت تماماً وتوجهت بها إلى الوكالة حيث تم فحصها بالكمبيوتر، وأظهرت نتائج الفحص أن القطع التي تم تركيبها غير أصلية وبعضها مستعمل ما أدى إلى إحداث الأضرار السابقة، ودفعني إلى فتح بلاغ ضد الورشة ومن ثم تحويلها إلى قضية كسبتها بعد أن أهدرت الكثير من الوقت والأموال .
إن تصنيف تلك الورش بحسب التزامها بالاشتراطات المطلوبة وتعاملها السليم مع الأعطال التي تواجههم إلى جانب سرعة الإنجاز سيدفع الكثير من الورش الصناعية إلى تعديل أوضاعها، لأن المنافسة ستزداد .

اللجوء إلى التوفير
ويرجع علي حميد الظاهري موظف لجوء أصحاب السيارات لإصلاح سياراتهم إلى الورش للعديد من الأسباب أبرزها بعض شركات التأمين التي تتعامل مع الورش غير المتخصصة في إطار سياستها المالية غير المتوازنة أو الساعية إلى التوفير بقدر الإمكان، أضف إلى ذلك أن أسعار الإصلاح في ورش الوكالات عادة ما تكون باهظة وهو الأمر الذي لم نجد له تفسيراً حتى الآن حيث يكلف إصلاح بعض الأعطال آلاف الدراهم، وعندما يقوم صاحب المركبة بمراجعة فاتورته يكتشف أن قيمة القطع المستبدلة يقل عن نصف قيمة الفاتورة والباقي ما هو إلا حساب الأيدي العاملة التي يصل سعر ساعة عملها الواحدة إلى نحو 500 درهم، أضف إلى أن الوكالات في حالات الحوادث لا تقوم بإصلاح الأطراف المتضررة بل تستبدلها بالكامل، مهما كان حجم الضرر فيها، وعليه أرى أن على وكالات السيارات مراجعة حساباتها والتخفيض من أسعارها للحد من عشوائية الإصلاح التي تتعرض لها مركبات السائقين .

تجهيزات غير مناسبة
علي متولي الذي يملك عدداً من الورش والكراجات في منطقة العين الصناعية يقول: إن الحوادث تقع والمركبات تتضرر، ثم تحول إلى الورش الصناعية لإصلاحها، وهنا يأتي دور شركات التأمين التي منها من يحترم عميله، وهذا النوع معظمه من الشركات الوطنية، أما النوع الآخر من هذه الشركات فهو الذي يتسبب في الإشكاليات التي كثيراً ما تصل إلى أروقة المحاكم، حيث تأتي السيارة المتضررة إليها، ويتم بعد ذلك عرضها على أصحاب الورش الصغيرة التي بالكاد يوجد فيها عاملان فقط ومجموعة محدودة للغاية من أدوات الإصلاح غير الكفيلة بالتعامل مع أجهزة المركبات الحديثة، وبالتالي فإن غياب التجهيزات اللازمة للتعامل مع المركبة المتضررة سيؤدي إلى حدوث خلل في دوران المحرك، يلي ذلك أن العدد غير الكافي من العمال يفاقم من حجم المشكلة عندما لا تلتزم الورشة بموعد الإنجاز وتسليم المركبة لصاحبها، ونحن كمتابعين لما يحدث نجد أن هناك خللاً لابد من علاجه، وهو إيجاد تصنيف للورش والكراجات يعتمد على التجهيزات والإمكانات المادية والبشرية التي تميز كل ورشة عن غيرها .
وحول أسعار الإصلاح في الوكالات التجارية وارتفاع تكاليفها ذكر أن هذا سوق ولا نستطيع أن نتهم الوكالات برفع أسعارها لأن البعض يلجأ إليها لاعتبارات نفسية في حين انه يوجد في مدينة العين الكثير من الكراجات التي تقدم خدمات احترافية منذ اللحظة الأولى لتسلمها لمركبات الزبائن لأنها تعمل بشكل جيد ووفق آلية عمل منظمة لافتاً إلى أن هذا النوع من الكراجات لا يمكن مقارنته بتلك الورش الصغيرة التي تمارس مهام أكبر من إمكاناتها .

تحقيق: محمد الفاتح عابدين - الخليج

تعليقات