قطر : ضحايا حوادث الطرق أكثر من ضحايا السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية

كشف د. أحمد زعرور، مدير وحدة الرعاية الحرجة لإصابات الحوادث بمؤسسة حمد الطبية أن حوادث الطرق تتسبّب في حالة وفاة واحدة من كل 8 وفيات في قطر أي بنسبة 12.5% من إجمالي الوفيات.
وأكّد أن ضحايا حوادث الطرق في قطر أكثر من ضحايا السرطان وأمراض القلب والأوعية الدمويّة، مشيرًا إلى أن إحصاءات برنامج الوقاية من الإصابات بمستشفى حمد العام الصادر مطلع 2013 تؤكّد أن المشاة يُشكلون النسبة الأكبر من ضحايا مستخدمي الطرق في قطر، وتصل نسبة الوفيات بين الضحايا من المشاة واحدة من بين كل 3 حالات وفاة.

وأكّد أن مراكز علاج إصابات الحوادث يتم تصميمها بطريقة خاصة، مع تزويدها بالأطقم العلاجيّة اللازمة لعلاج حالات الإصابات الحرجة، التي يحتاج علاجها إلى أكثر من الإمكانات المتوفّرة بأقسام الطوارئ العادية.
وأوضح أن إصابة الحوادث تُعدّ حالة مرضية قائمة بذاتها، وهي تحتاج علاجًا تخصصيًا يتم بأيدي فريق متعدّد التخصصات من الأطباء الأكفاء ذوي الخبرة، بدءًا من وقت الاتصال بالرقم 999 وحتى الوصول إلى مرحلة إعادة التأهيل.

وقال: يعمل مركز إصابات الحوادث بمستشفى حمد العام وفق منهج منظم يساعده على الاستفادة من برنامج الوقاية من الإصابات في العمل على تجنّب الإصابات في المقام الأول، ثم تنسيق خدمات الرعاية الصحية متعدّدة التخصصات التي يحتاجها المرضى المصابون بعدّة إصابات.

جاء ذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، الذي يُصادف يوم الأحد من الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر من كل عام حيث استضاف فريق مركز إصابات الحوادث بمؤسسة حمد الطبية 3 من قدامى المرضى الذين استعرضوا تجربتهم الشخصيّة.

أحد هؤلاء المرضى هو نيل بالكوين، فلبيني الجنسية، مدرب ولاعب كمال أجسام، وقد قضى ثمانية أشهر بمستشفى حمد العام، للعلاج من إصابات متعدّدة أصيب بها عندما صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق. وقد قال إن الأطباء بمركز إصابات الحوادث قد أنقذوا حياته.

يقول السيد بالكوين: لقد كنت أمشي بالقرب من فندق رامادا، وعبرت الشارع لكي أصل إلى مكان عملي، ولكن فجأة صدمتني سيارة، وحين أفقت وجدت نفسي طريح الفراش بالمستشفى وبطني مفتوح. لقد أصبت بكسر في الحوض، وتطلب علاجي إجراء نحو 20 عملية جراحية

وقال الدكتور أحمد زعرور: احتاج نيل إلى فريق كامل من إخصائيي إصابات الحوادث، فقد كان يُعاني من إصابات في البطن والحوض والأطراف. وقد كنا نباشر علاجه حسب الأولويّة، فإيقاف النزيف يأتي أولاً، يلي ذلك الترميم والعناية المركزة. وقد احتاج نيل إلى عمليات ترميم معقدة، تمّت على أيدي مجموعة من أطباء إصابات الحوادث وجرّاحي العظام والمسالك البوليّة، بالإضافة إلى أطباء التخدير والعناية المركزة. وقد كان التنسيق بين مختلف الإخصائيين يمثل تحديًا حقيقيًا، ولكننا نجحنا في علاج المريض ومساعدته على استرداد كامل عافيته

المريض الثاني هو خليفة الشهواني، شاب قطري يبلغ من العمر 17 عامًا، وقد أصيب في حادث سير مروري، وتمّ إحضاره إلى مركز إصابات الحوادث بكسور في الحوض والأنف والفم ورضوض في الرئتين، مع نزيف في الكبد. وقد وصف الشهواني حالته بأنها كانت حرجة، وهو يشكر أطباء مؤسسة حمد الطبية الذين أنقذوا حياته.

أما المريض الثالث فهو خالد الكواري، وهو قطري أيضًا، وقد أصيب في حادث سير مروري، وتمّ إحضاره إلى مركز إصابات الحوادث بكسر في الحوض وعدّة كسور في منطقة الكاحل وكسور وتشوّهات في الوجه، وقد أمضى 20 يومًا بالمستشفى تمّ علاجه خلالها من كسور متعدّدة، كما تمّ إخضاعه لجلسات علاج طبيعي بمستشفى حمد العام عقب خروجه من المستشفى.

ويشير السيد خالد الكواري إلى أن حالته كانت حرجة، ولكن أطباء مركز إصابات الحوادث قد تمكنوا من إنقاذ حياته.
وقد حذّر الكواري الشباب القطري من القيادة بطيش وتهوّر، ناصحًا إياهم بالتقيّد بالسرعة القانونية والحرص على ربط حزام الأمان. واختتم حديثه معربًا عن شكره للفريق الطبي الذي تولى علاجه، ومؤكدًا أنه الآن لا يتجاوز حدود السرعة القانونيّة مطلقًا ويحرص دائمًا على ربط حزام الأمان أثناء القيادة.

وتطلب علاج المرضى الثلاثة خبرات فريق طبي بأكمله وقد قاد ذلك الفريق الدكتور حسن آل ثاني، استشاري أوّل بمؤسسة حمد الطبية، ورئيس جراحات إصابات الحوادث والأوعية الدمويّة والجراحة العامّة.
وقد ضمّ الفريق المعالج استشاريي إصابات الحوادث: د. أحمد زعرور، ود. رفعت لطيفي، ود. هشام عبد الرحمن، ود. روبن برالتا، ود. أشوك بيرشاني، ود. عبد الله النعيمي، رئيس قسم المسالك البوليّة.

الراية القطرية

تعليقات