مصر : عوائد نشاط التأمين ترجع إلى الخلف

اختلف خبراء الاستثمار بشركات التأمين حول أسباب تراجع فوائض نشاط التأمين - والتى تشكل عوائد الاستثمار جزءا رئيسيا منها - حيث تراجعت بقيمة 250 مليون جنيه فى 2013 لتصل الى 810 ملايين جنيه مقابل 1.1 مليار جنيه فى العام السابق، ورغم انخفاض فوائض النشاط على مستوى قطاع التأمين بنشاطيه «حياة وممتلكات » ، فإن بعض الشركات استطاعت تحقيق فوائض مقبولة، إلا أنها لم تؤثر فى الاجمالى والذى يمثل انخفاضه جرس انذار للقائمين على ملف الاستثمار والإدارات المالية لاعادة صياغة القنوات واتخاذ التدابير التى تصب فى مصلحة تحقيق فوائض من نشاط التأمين .

من جانبه أكد الدكتور توفيق الحسينى، المدير المالى لشركة أروب مصر للتأمين بفرعيها حياة وممتلكات، أن عوائد الاستثمار بشركات التأمين ليست المحرك الوحيد فى فوائض النشاط، لافتا الى أن هناك بنودا أخرى تساهم فى حال عدم تقنينها فى خفض الفوائض الكلية ومنها التعويضات والعمولات وتكاليف الانتاج، بالإضافة الى المصروفات العمومية والتى تشكل الأجور بندا رئيسيا فيها بالاضافة الى القيمة الايجارية والتى تتجاوز عشرات الآلاف من الجنيهات فى حال ما اذا كانت مقار شركة التأمين مؤجرة وليست مملوكة لشركة التأمين .

واوضح الحسينى ان تراجع فوائض نشاط التأمين على مستوى السوق بقيمة تتجاوز 250 مليون جنيه ربما جاء من ارتفاع التعويضات فى بعض فروع التأمين خاصة فرع السيارات الاجبارى والتى تشكل الرقم الاكبر فى بند التعويضات والتى لايتم اعادتها خارجيا ولا تتضمنها اتفاقات إعادة التأمين ويتم الاحتفاظ بها كاملة فى الشركات .

فيما ربط السيد بيومى، مدير عام الاستثمار بشركة «المصرية للتأمين التكافلى » فرع الممتلكات، بين اختلاف مؤشرات فوائض النشاط بشركات التأمين - والتى شهدت ارتفاعا فى بعضها وانخفاضا فى بعضها الآخر - وكفاءة واحترافية مديرى الاستثمار بشركات التأمين .

وكشف بيومى أن عوائد اذون وسندات الخزانة العامة ليست ثابتة فى الطرح الواحد كما يعتقد البعض لأن الحكومة عندما تستعين بالبنك المركزى فى طرح أذون وسندات خزانة لآجال مختلفة لا تضع أسعارا بل تتقدم كل شركة وبنك بأسعارها ويختار البنك المركزى أفضل الأسعار لتغطية كامل الطرح حيث تتقدم بعض الشركات باعلى سعر لعائد تلك السندات والاذون وتتقدم البنوك العامة باقل عائد تقريبا ويتم تحديد متوسط وقد يصل الفرق بين أعلى وأدنى سعر الى %1.5 مثلا وهو يشبه عمل الـdealing rooms.


وأضاف أن بعض شركات التأمين تقوم بتسعير الاذون وسندات الخزانة بنفسها والبعض الآخر يستعين ببنوك الاستثمار، لافتا الى أن العبرة فى استثمارات شركات التأمين هو معدل العائد عليها والذى يتم احتسابه بقسمة صافى الدخل على الاستثمارات فى البسط على اجمالى الاستثمارات فى المقام ولو شئنا أرقاما أكثر دقة يتم طرح رصيد الاستثمارات اول المدة من رصيد الاستثمارات اخر المدة واستخدامها بدلا من إجمالى الاستثمارات فى المعادلة السابقة للتعرف على كفاءة إدارة الاستثمار فى الشركة ومعرفة كفاءة كل شركة فى إدارة استثماراتها لتحقيق اعلى عائد وأعلى فائض فى النشاط التأمينى .

وطالب بيومى شركات التأمين باتباع سياسة استثمارية تعتمد على توزيع محفظة الاستثمارات وسرعة التحويل بين قنوات الاستثمار، لافتا الى أن أفضل وقت لشراء الأوراق المالية هو انخفاض مؤشر سوق المال، مما ينعكس على أسعار الأسهم المتداولة مما يحقق لشركات التأمين عوائد ضخمة بعد صعود البورصة .

ماهر أبوالفضل ـ الشاذلى جمعة

تعليقات