لبنان : قطاع التأمين مزدهر

أظهر قطاع التأمين في لبنان مناعة وقدرة لافتة على تحدّي وتجاوز الاوضاع البالغة الصعوبة التي تمر فيها البلاد، وذلك شأن القطاع المصرفي. ولم تتمكّن الاضطرابات الامنية والسياسة المحلية او حتى الاقليمية من الحؤول دون تسجيل قطاع التأمين في لبنان نمواً مطرداً. وبقي نموه مقبولا بخلاف الكثير من القطاعات الاقتصادية الاخرى، وذلك منذ مطلع العام الجاري.

واحتل لبنان على مستوى انتشار نشاط التأمين على ارضه وبين سكانه المرتبة الثانية في منطقة الشرق الاوسط. وقدّرت نفقات الفرد الواحد في لبنان هذا العام على مستوى سنوي 301.90 دولار، مما يعكس درجة الوعي المرتفعة في اوساط الشعب اللبناني الذي يفضل التغطية الصحية والتأمينية ضمن اولى اهتماماته وذلك في وقت يضعها الآخرون في المرتبة الثانوية.

يتميز سوق التأمين في لبنان بحجمه الصغير وبوجود العديد من اللاعبين. يبلغ عدد شركات التأمين اكثر من 50 شركة، غير ان السوق اللبنانية ما زالت صغيرة الحجم على مستوى المنطقة وتبلغ 5.3 في المئة مقارنة مع 29.5 في المئة للامارات العربية المتحدة و19.9 في المئة للمملكة العربية السعودية. وتتميز السوق اللبنانية بالمنافسة الحادة بين الشركات خصوصا على مستوى اسعار البوالص. وتملك المصارف العديد من شركات التأمين. ويعاني قطاع التأمين في لبنان من ضبابية القوانين المرعية مما يضعف فعالية التأمين.

وتلجأ اكثرية الشركات اللبنانية الى اعادة التأمين. وهذا ما يفسر وجود وسطاء تأمين. ويبلغ عدد شركات الوساطة في هذا القطاع 1626 شركة كما في نهاية 2011. وقدرت تعويضات التأمين التي سددت في الفصل الاول من العام الجاري نحو 333 مليون دولار بزيادة 12.5 في المئة عن الفترة المقابلة من العام السابق.


تعليقات