الاحتيال والتصريح الكاذب يطال 80 بالمئة من ملفات التأمين في الجزائر

يتسبب غياب ثقافة التامين وسط العديد من المواطنين في تسجيل تجاوزات فادحة ومخالفات لا تحصى حسب ما أكده العديد من الفاعلين في القطاع ذاته، والتي ترجمتها أرقام الأعمال المسجلة في أخر إحصاء للسنة الماضية بنسبة لا تتجاوز 5 بالمائة من إجمالي العائدات مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، بينما يواجه المواطنون تبعا لذلك العديد من المخاطر بسبب اقتصار القيام بهذا الاجراء على التأمينات الإجبارية، لا سيما المتعلقة بتأمين السيارات.


وقد برّر عدد من الممثلين لمختلف شركات التأمين بالجزائر أمس على هامش الندوة المنعقدة بمقر اتحاد التجار بالعاصمة تحت مفهوم “سوق التأمين بالجزائر”، ذلك بتدني مختلف المنتجات المعروضة والخدمات وافتقادها لطابع النوعية الناتجة عن المنافسة السلبية للكثير من المتعاملين والتي لا تتعدى حدود الجانب التجاري بغض النظر عن نوعية الخدمات المقدمة، زيادة إلى هذا سلبية ثقافة استهلاك التامين وغياب الثقة بين المؤمن والمؤسسة المؤمنة بسبب مقابل محدودية الضمانات.
وعن نوع المخالفات والتجاوزات الذي يسجلها قطاع التامين بالجزائر أكد نفس المعنيين لجوء العديد من الزبائن إلى الاحتيال وإيداع ملفاتهم على مستوى أكثر من شركة التي بلغت في الكثير من الحالات إحصاء ملفات تتجاوز تسجيلاتهم في شركتين أو أكثر، زيادة إلى محدودية التامين كون القطاع يسجل نسبة 70 بالمائة بالنسبة للزبائن المؤمنين عن السيارات فحسب بالنظر إلى إلزامية اللجوء إلى هذا النوع من المعاملات والتي لم تسلم منها هي الأخرى حالات التجاوز إذ يلجا العديد من الزبائن الى تزوير تقارير الحوادث الذي يتعرضوا إليها قصد الاستفادة من التعويض الشامل.
و في نفس الموضوع كشف الرئيس المدير العام لـشركة “اليانس لتأمين” حسان خليفاتي في إطار التحايل أن الشركة العمومية “الفا” المختصة في كشف التحايل على شركات التأمين تثبت 8 حالات في كل 10 ملفات أو مراسلات تقدمها مختلف شركات التأمين تتعلق خاصة بالحوادث الوهمية، وفي سياق متصل أوضح نفس المتحدث آن قطاع التامين في الجزائر لا يتجاوز نسبة 5 بالمائة من مجمل العائدات الاقتصادية والتي ترجمته أرقام الكشف السنوي المسجل في أخر فترة بقيمة مالية لا تتعدى 100 مليار دينار بنسبة لسنة 2012 و 60 مليار دينار منذ بداية السداسي الأول من العام الجاري، موضحا بذلك ان قطاع التامين وبالرغم من الطابع الذي يكتسي ذو علاقة مباشرة بالتنمية الاقتصادية غير أنه لا يتعدى 0.7 من إجمالي ناتج الخام المحلي الذي تعد نسبة منخفضة مقارنة بالأسواق المجاورة على غرار تونس 2.6 بالمائة و المغرب 4.5 سنويا بالرغم من توفر السوق المحلية على أزيد من 17 شركة متخصصة لتامين موزعة بين 7 شركات عمومية التي تمثل 67 بالمائة من المساهمة، 3 شركات ذات رأس أجنبي مشترك ،إضافة إلى 4 أخرى ذات رأس مال حر.
 كما دعا خليفاتي إلى ضرورة إعادة النظر في التسيير العام والعمل على توفير منتجات وخدمات نوعية شاملة تتماشى والقدرة الشرائية من جهة ومتطلبات الاقتصاد الحديث في ظل الإمكانيات التي تتوفر عليها السوق الجزائرية خاصة وأن المشكل المطروح في الكثير من الحالات هو نوعية الخدمات وعدم احترام الآجال المحددة زيادة إلى غياب ثقافة التامين لدى المستهلك الجزائري وعليه بات من الضروري إعادة رسم السياسة الاتصالية والتجارية قصد بناء قاعدة تأمينية تغذي الفراغ الحاصل زيادة إلى هذا طرح منتجات جديدة لتوسيع مفهوم التامين على غرار التامين عن أخطار “المياه “، التأمين على الأشخاص، على الصحة ليشمل مجلات أكثر تطورا والذي يعد من بين أهم أولويات “اليانس” بداية 2014 المقبل.
ياسين بن زعيم

تعليقات