سماسرة التأمين في الأسواق الأردنية - مثال عيسى مقطش

لم اتفاجأ بمضمون ما نشره الزميل مدير الاتحاد الاردني لشركات التأمين (رابط المقالة) حول ظاهرة انتشار سماسرة التأمين في السوق الاردنية حيث اعتبرهم دخلاء على المهنة وتسويق خدماتها ، وطالب بتدخل الجهات المختصة لايقاف هذه الظاهرة
انني لست بصدد تحليل الاسباب والنتائج واستعراض الحل الامثل لبتر هذه الظاهرة من جذورها ولكنني سأتناولها في زاوية اخرى . وانما ارغب التأكيد على اهمية نشر الوعي التأميني بين الناس كعامل اساسي ومساند للحد من هذه الظاهرة التي تفشت بين اروقة المجتمع ، وذلك انطلاقا من مبدأ اساسي ان فاقد الشيء لا يعطيه ، وان المجتمع غير الواعي تأمينيا لا يمكن ان يسهم بفعالية في ازالة أي ظاهرة غير هادفة لا بل سلبية تنعكس على القطاع المقدم للخدمة وعلى فئات المجتمع الباحثة عنها .

ان منظومة التوعية التأمينية ناقصة وهناك تقصير من القطاع والجهات المختصة . وفي ظل هكذا وضع فان اقل المطالب تكلفة وارقاها كفاءة يكمن في الاجابة التطبيقية لسؤال مطروح منذ سنوات هو : اليس هناك فائدة اقتصادية واجتماعية وتعليمية من ادخال التأمين كمادة تعليمية ضمن خطوات الارتقاء بمتطلبات الدراسة في المرحلة الثانوية ، وبشكل خاص امتحان التوجيهي !؟

ان الاجابة يمكن ايضاحها من خلال عدد من المعطيات الاقتصادية والتأمينية ، والغالبية يتابعون متغيرات السوق وتعقيدات الشروط والمباديء ومستلزمات التعويض عن الحوادث ، وهذا يقودنا الى حقيقة ان التأمين حاجة اقتصادية واجتماعية ملحّة ، وهو المرآة العاكسة لمحورية ادارة المخاطر .. وضمان استمرارية البعد المادي للشيء المتضرر بعد وقوع الخطر .

وعمليا ، نحن امام حلقة مفقودة وهي اهمية ما يجب ان يفهمه الطالب عن التأمين بين النظرية والتطبيق ، وتتطلب مثل هذه الحقيقة نشر الثقافة التأمينية بين صفوف طلبتنا في مرحلة النضوج ، وتهيئتهم للانخراط باستقلالية في المجتمع .. وبالوقت ذاته بث درجة عالية من التوعية التأمينية بين صفوف هؤلاء الطلبة ، وتعزيز دورهم المجتمعي للاسهام بفعالية في تدعيم متطلبات الثقافة التأمينية ، وتطبيقا لحكمة تغيرت الى عقبة وهي : فاقد الشيء لا يعطيه !!

ان انماء التوعية التأمينية هدف منشود ، وان الجهل بالقانون لا يعفي المغفلين .. ولكن واجب الدولة وقطاع التأمين ان يتحرك بجدية اكثر ، وببدائل فاعلة وكفؤة نحو الاسهام في تثقيف المجتمع بأجياله المختلفة ، وعندئذ نستطيع مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها ومساندتهم من خلال انطلاقة توعوية قوامها : ايها الناس حافظوا على حقوقكم واوقفوا الدخلاء على خدماتكم التأمينية استنادا الى ثقافتكم ووعيكم .. وعززوا المقولة : المجتمع المتطور بحاجة الى تأمين متطور . وهكذا نبدأ الطريق نحو تطبيق منظومة متكاملة لنشر الوعي التأميني وايقاف ظاهرة ما سمي بسماسرة التأمين . وللحديث بقية !!

تعليقات