حادثة الطائرة التابعة للخطوط الجوية آسيانا وكيف ستتعامل شركات التأمين الأمريكية مع المطالبات المقدمة إليها

رجح خبراء الطيران المدني ان يكون تحطم طائرة بوينغ 777 عند هبوطها في مطار سان فرنسيسكو في 7/7/2013 قد نتج عن خطأ بشري ارتكبه قائد الطائرة. وقد اعتذرت شركة اسيانا ASIANA الكورية للطيران الى ركابها وذويهم عن الحادث ووعدت بالتعجيل بدفع التعويضات المستحقة لكل منهم بأقرب وقت ممكن.
وتظهر التحقيقات الاولية ان ذنب الطائرة (الجزء الخلفي منها) ارتطم بأرض المطار قبل ان يكون جسم الطائرة بكامله قد حطّ على المهبط. وادى ذلك الى اشتعال النار في خزاناتها. وكان على متن الطائرة 291 راكبا وطاقم مؤلف من 16 شخصا. وقتل اثنان من الركاب واصيب 60 آخرون بجروح بالغة.
واعلنت هيئة الاشراف على التأمين في كوريا الجنوبية ان الطائرة تحمل عقود تأمين تغطي المسؤولية المدنية للطائرة حيال الركاب حتى مبلغ 22 مليار دولار اميركي. اما جسم الطائرة فهو مضمون بموجب عقد منفصل بقيمة 130 مليون دولار اميركي. اما طاقم الطائرة فيغطيه عقد بقيمة 3 ملايين دولار اميركي وذلك وفقا لاحكام القانون الكوري.
وذكرت هيئة الاشراف على التأمين في كوريا ان شركات التأمين الكورية تغطي نسبة 4 بالمئة فقط من قيمة عقود التأمين التي تحملها شركة اسيانا ASIANA على الطائرة، وان ما تبقى مغطى لدى صناديق لويدز وشركات التأمين المتخصصة بأخطار الطيران في اسواق التأمين العالمية.

وحول جنسية ركاب الطائرة، ذكر ان 141 شخصا منهم صينيون وكانوا في رحلة سياحية الى اميركا، وهم يحملون بطاقات سفر صالحة للذهاب والاياب ROUND TRIP ما يعني ان وجهتهم الاخيرة كانت العودة الى الصين.
كما كان بين الركاب 66 اميركيا سوف تكون الفرصة متاحة امامهم لملاحقة اسيانا ASIANA امام المحاكم الاميركية، حيث درجت المحاكم على منح تعويضات للمتضررين سخية جدا.


وقال المحامي ميتش بومايستر MITCH BAUMEISTER المتخصص بالنزاعات مع شركات الطيران ان شركات التأمين التي تغطي المسؤولية المدنية للطائرة سوف تسعى الى الحؤول دون تمكن الركاب الصينيين والكوريين من ملاحقة شركات الطيران الكورية امام المحاكم الاميركية، وذلك بالاستناد الى ان الاتفاقات الدولية للطيران تعطي الراكب حق مقاضاة شركة الطيران امام محاكم الدولة المذكورة على بطاقة السفر بكونها المقصد الاخيرFINAL DESTINATION. 
وبالرجوع الى بطاقات السفر التي يحملها الركاب الصينيون والكوريون فإنهم كانوا في رحلة سياحية، وكانوا ينوون العودة الى بلدانهم. ولو نجحت شركات التأمين في حمل المحاكم الاميركية على رد الدعاوى التي يتقدمون بها، فإن قيمة التعويضات التي سوف يحكم بها ستكون منخفضة نسبيا.

ومن المعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام المتخصصة ان شركة ويلليس WILLIS لوساطة التأمين هي التي تولت ترتيب عقود التأمين الخاصة بالطائرة، وان  شركة آ اي جي AIG تغطي النسبة الاعلى من بين حوالى 30 شركة عالمية وصندوق في لويدز تشارك في تغطية الطائرة ومسؤوليتها المدنية.

وتوقع فيل سماج PHIL SMAJE رئيس قسم اخطار الطيران في شركة ويلليس WILLIS  للتعويضات التي سوف تدفعها شركات التأمين ان تحرك الجمود الذي يلف سوق تأمين اخطار الطيران منذ سنوات شهدنا خلالها تراجعا للاسعار بسبب عدم وقوع حوادث طيران ذات حجم كبير. اما الآن وقد حصل حادث يمكن ان يكلف شركات التأمين اكثر من ملياري دولار اميركي فلا بد ان يؤدي ذلك الى رفع الاسعار من جديد.

البيان الإقتصادية

تعليقات