في التأمين كل شيء له ثمن! د. فهد بن حمود العنزي

إن أصعب الخيارات هي حينما لا يكون لك خيار أبدا، وفي التأمين كثيرة هي الخيارات ولكن الموقف حتما سيتغير حينما تضيق هذه الخيارات بل أنها تنعدم أحيانا حينما يكون الخيار المطروح امامك هو إما الدفع او السجن! حتماً ستتمنى لو أنك واجهت هذين الخيارين بالتأمين.
في التأمين على المركبات يقول أحدهم لماذا أدفع لشركة التأمين القسط وتستفيد منه شركة التأمين وأنا لم أرتكب حادث سير؟! والسؤال المنطقي الذي ينبغي توجيهه له هو ماذا سيكون عليه الحال لو انك ارتكبت حادث سير وصدر بحقك حكم قضائي يتضمن دفع ديات وإصلاح للأضرار التي تسببت بها؟! بالتأكيد ستتغير الإجابة.


لا شيء بدون، ثمن فحتى الطمأنينة لها ثمن! الأمان له ثمن! والتأمين يجعلك تعيش في أمن وطمأنينة على مالك وعلى تجارتك. فأنت لو اضطررت للذهاب إلى أحد المناطق المضطربة أمنياً فإنك ستبحث عن المناطق الأقل خطراً حتى لو دفعت أكثر، وستبحث لك عن حارس شخصي يرشدك ويوجهك إين تذهب، وأية طريق تسلكها، وفي أي مكان تنام، وإن حصل لك خطر فسوف يضحي بنفسه من أجل إنقاذك. فكيف ستكون نظرتك للأجرة التي تقاضاها منك ومدى استحقاقه لها؟! وهل ستفكر بمنحه علاوة على الأجرة المتفق عليها بينك وبينه؟! هي نفس المعادلة ونفس النظرة التي ستنظر بها إلى من ستأمنه على حراسة اسرتك في السفر أو على حراسة مالك أو ممتلكاتك.
فلا تندم على مبلغ دفعته لشركة التأمين لأنه لم يصبك ضرر يتطلب تدخل شركة التأمين وتعويضك عنه. بل أن ما يتميز به التأمين عن عقد الحراسة هو ان ما تدفعه لا يذهب كله لخزينة شركة التأمين بل سيتفيد منه متضرر آخر سواء أكان عميلاً لشركة التأمين أم أحد المتضررين الذين ارتكب هذا العميل فعلاً ضاراً في مواجهته أو حتى المساهمين الذين يوزع عليهم المبلغ على شكل عائد على السهم.
بقيت مسألة أخرى هو أن الخطر وما يقابله من طمأنينة ليس وحدهما اللذان لهما ثمن في التأمين، فكل شيء في التأمين له ثمن، تاريخ العميل له ثمن، وما يقدمه من معلومات قبل وبعد التأمين له ثمن بل حتى سلوكه بعد التأمين له ثمن.

بقلم / د.فهد بن حمود العنزي
المصدر / موقع تأميني