التأمين التكافلي رهان رابح - بقلم د. صديق الحكيم

قبل أن يأخذنا الحديث عن إجابة السؤال الشائع عن الفرق بين التأمين التكافلي (الإسلامي) والتأمين التجاري وهو موضوع كما يقول الباحثون قتل بحثا أو الإشارة أن التأمين التكافلي بأسسه  العلمية المبنية علي القواعد الشرعية وجد بدأ في القرن المنصرم في دول إسلامية مثل مصر والسعودية ولكن الجديد في هذه الأوانة هو التركيز من قبل الغرب علي هذا النوع من التأمين بعد طول الخضوع للتأمين التجاري المبني علي القواعد الربوية والغرر وقد اعترف الغرب بذلك أثناء وبعد الأزمة العالمية في 2008 أن الحل لتلك الأزمة أن تصبح الفائدة صفر وهو مايعني تطبيق النظام الإسلامي في التعاملات المالية وهذا هو التوجه في الأسواق العالمية ومنه التوجه إلي التأمين التكافلي المعتمد علي القواعد الشرعية بعيد عن الغرر والربوية وإنما تعتمد علي التبرع والهبة  واليوم أقدم للقارئ العزيز علامة من علامات التوجه العالمي للتأمين التكافلي فقد كشف تقرير صادر عن مركز "ديلويت" لاستشارات التمويل الإسلامية في الشرق الأوسط أنّ حجم سوق التأمين التكافلي قد يصل إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2017.


وقد تمّ تسليط الضوء على دول مجلس التعاون الخليجي في التقرير، والتي تساهم بأكثر من %62 من اجمالي حجم التأمين التكافلي على الصعيد العالمي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي حافظت على أعلى نسبة، إذ حققت ارتفاعاً إضافياً مقداره 17%، لتصل إلى 5.7 مليار دولار في خلال عام 2010
ووفق التقرير، فقد تمّ تحديد عشرة تحديات أساسية قد تؤثّر بشكل ملحوظ على مستقبل قطاع التأمين التكافلي تتضمن امتثال المؤسسات المالية لمعايير تنظيمية وهيكلة صحيحة للشركات وفق ما تقتضي نظم الحوكمة.
ويظهر تقرير ديلويت أن العامل الرئيسي في تعظيم قدرات القطاع يكمن في التعامل مع التحديات التي ستؤمّن موضعاً أفضل للقطاع ضمن الأسواق الكبرى وتحقّق النمو والتطور الفعلي للاعمال.
كما يبرز التقرير الدور الأهم لمجالس ادارة الشركات في التعامل مع هذه التحديات، وبالتالي فانّ قيادة شركات التأمين التكافلي يجب أن تعزّز الحوكمة لادارة المخاطر وطرق الرقابة اللازمة. ومن هنا يمكن للمديرين التنفيذين من مؤمني خدمات التأمين التكافلي تقييم التحديات التي يتطرق اليها التقرير والتي يمكن أن تؤثّر في قدرتهم على قيادة شركاتهم لتوليد النمو والربحية.
 وهنا أود أن أختم مقالي بالاقتباس من كلمات واحد من أهم خبراء التأمين التكافلي في الشرق الأوسط وهو دكتور حاتم الطاهر، مدير مركز ديلويت في الشرق الأوسط حيث يقول  أنّ التركيز المتزايد على الحوكمة والمسؤولية الائتمانية، وادارة المخاطر، هي نتائج مباشرة للأزمة المالية العالمية، مما سيؤدي على الأرجح الى طرح العديد من التحديات التنظيمية والعملية أمام سوق التأمين التكافلي خلال السنوات الخمس القادمة.
ومن كلمات دكتور الطاهر وخلاصة تقرير مركز ديلويت نحن أمام نتيجة واحدة هي أن التأمين التكافلي رهان رابح علي حاضر متنامي مستقبل واعد


التأمين التكافلي رهان رابح  - بقلم د/صديق الحكيم (خبير تأمين طبي )