أموال العرب ليست للعرب ... انها أموال الغرب تدعى - جوزف زخور

انريكو برتانيا ENRICO BERTAGNA رئيس قسم اوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقيا في لويدز لندن LLOYD'Sتحدث الى المشاركين في المؤتمر السنوي التاسع للتأمين الذي انعقد في البحرين في 4 شباط (فبراير) 2013. فقال ان اوروبا لم تخرج من أزمتها المالية، وان مؤسسات القطاع الخاص وكذلك الحكومات بدءاً بباريس وبرلين مروراً بمدريد ووارسو أقفلت محفظتها  المالية، ولم تعد تستثمر  في مرافق جديدة.
FROM PARIS TO BERLIN MADRID TO WARSAW BUSINESS AND GOVERNMENTS HAVE CLOSED THEIR WALLETS - INVESTMENT IN NEW FACILITIES
 أضاف: ترافق ذلك مع تراجع حاد للعوائد الاستثمارية وفائض في الرسملة ومرونة مستمرة في أسواق التأمين، ما يوجب على شركات التأمين الأوروبية ان تضبط سياستها الاكتتابية حتى أقصى الحدود كي تحافظ على ديمومتها.
وقال برتانيا: هذه السلبيات وضعت شركات التأمين  الاوروبية أمام واقع مرير، أكدته دراسة أجرتها لويدز وبيّنت بوضوح ان التأمينات المبرمة في الدول الـ 17 التي درجت على تسجيل أعلى نسب نمو اقتصادي في العالم، قد باتت غير مغطاة أو انها غير مغطاة لدى شركات التأمين على نحو كاف UNDER INSURED بمبلغ لا يقل عن 168 مليار دولار أميركي، ما يعني ان امتناع الحكومات والمؤسسات الأوروبية عن تجديد عقود  التأمين لتلك المنشآت أو رفع المبالغ المؤمن عليها في إطار اعتماد سياسة التقشف قد فوّتت على شركات التأمين الأوروبية أقساطاً هائلة.
وبعد ان تحدث عن افريقيا، تحوّل المحاضر في حديثه الى الخليج العربي فقال: البحرين، السعودية، عمان، كويت، الإمارات وقطر، لديها فائض من الأموال وهي ليست بحاجة الى استثمارات خارجية كي تنهض، بل على العكس من ذلك فإن الصناديق السيادية في دول مجلس التعاون الخليجي هي التي هبّت لتنقذ دولاً اوروبية عديدة. 
IT WAS YOUR SOVEREIGN WEALTH FUNDS WHICH MANY IN EUROPE TURNED TO FOR RESCUE

وقال ان لائحة الأصول ASSETS التي تحتاج الى حماية تأمينية في دول مجلس التعاون الخليجي، تطول يوماً بعد يوم. وهي تشمل مشاريع ضخمة لبناء القطارات والمصانع البتروكيماوية والعمران المدني.
وهذه المشاريع تشكل فرصا ذهبيةً لصناعة التأمين كي تعزّز مواردها إن هي أحسنت تقديم المنتجات الصحيحة والاشخاص المؤهلين للقيام بمهمة توفير عقود التأمين التي تحتاجها. وقال: إننا في لويدز نتطلع للمشاركة في تأمين هذه الأصول ونسعى لتحقيق رؤيتنا لسنة 2025 من خلال تقوية علاقاتنا بشركات التأمين المحلية والاستماع اليها وتلبية حاجاتها.
وقال المحاضر ان دراسات لويدز تبين ان هناك نقصاً في الكفايات المهنية التأمينية في دول مجلس التعاون.

ماذا يستنتج المرء من هنا؟

1) ان صناديقنا العربية السيادية
 ARAB SOVEREIGN FUNDS هبّت لتنقذ الدول الغربية  الأكثر ثراء، ولتنتشلها من الهاوية.
هذا في الوقت الذي تعاني فيه أجيال لا تحصى من الحرمان والضيق والجوع. ويقدر عدد المواطنين العرب الذين يعيشون تحت خط الفقر بما لا يقل عن مئة مليون عربي. أما الأميون منهم لا سيّما النساء فتزيد نسبتهم عن 50 بالمئة.
2) صناديقنا العربية السيادية وجدت أساساً لتكون المخزون الذي تستعين به الاجيال القادمة من الغرب، انصرفت عن مهمتها الأساسية وتطوعت لإنهاض الدول الصناعية الغربية من العسر الذي وقعت فيه جراء خوضها حروباً عبثية، في غير منطقة من العالم ومن بينها مناطقنا بالذات.
3) ان لويدز لا تحسب حساباً لشركات التأمين وإعادة التأمين العربية، وهي ترى ان هذه الشركات تنقصها الكفاية المهنية، ولذا فإن توكّلها على لويدز وغيرها من صناديق وشركات الإعادة العالمية أمر محتوم وليس مكتوباً له ان ينتهي في مستقبل منظور.
وفي هذا السياق، لا بد ان نعترف بأن شركات التأمين والإعادة العربية، لم تأخذ على امتداد تاريخها مبادرة تنم عن رغبة بالتخلي عن دور المتلقي
 RECIPIENT او المتكلDEPENDENT  وانها لم تطمح يوماً للعب دورٍ ريادي في أي من مجالات التأمين.
ولو بحثت من حولك لما وجدت هيئة او شركة متحمسة بل مشجعة للأحداث التي تجري في دول »الربيع العربي« مثل لويدز وأخواتها الاوروبيات.
فاستمرار الفتنة وإهدار الدماء يولّدان المزيد من الجنيهات والدولارات التي يجري تحويلها الى لويدز، بمثابة أقساط إعادة تأمين ضد أخطار العنف السياسي
 POLITICAL VIOLENCE.
وانه من المؤسف ان ترفض شركات التأمين والإعادة العربية فعل أي شيء بغية التعاطي مع تلك الأخطار على مستوى جماعي ان لم يكن فردياً او حتى الاقتراب منها.

وما الإقبال المنقطع النظير من شركات التأمين الأوروبية والأميركية واليابانية على التمركز في دبي وقطر والبحرين، إلا الدليل على ان تلك الشركات تحاول ان تملأ الفراغ الذي نجم عن جيوبها. والنسور تحوم فوق المكان الذي تكون فيه الجثة (وهي قوتها اليومي)
المحاضر انريكو برتانيا، ذكرنا بالحقائق المريرة التي يعيشها عالمنا العربي.
جبران خليل جبران قال »أولادكم ليسوا لكم.. انهم أبناء الحياة يدعون«. والترجمة العملية لمحاضرة ممثل لويدز في البحرين، هي »أموال العرب ليست للعرب ... انها أموال الغرب تدعى
 «.


تعليقات