طرائف فرنسية في التأمين - د. فهد بن حمود العنزي

يتميز الشعب الفرنسي بعفويته وصراحته، وحينما يقع الفرنسي في موقف محرج فإنه يصعب عليه التصرف وفقاً لمتطلبات الموقف، فالفرنسي في الغالب لا يتقن استخدام فن الحيلة، بل من السهل أن يقع ضحية لها، وقد سمعنا كثيرا عن طرائف السياسيين الفرنسيين التي يندرج جُلّها تحت عنوان العفوية وعدم التعامل بذكاء مع المواقف المحرجة.
وفيما يخص التأمين فقد أصبح تقليداً شائعاً في فرنسا أن يصدر مركز الوثائق والمعلومات الفرنسي للتأمين بشكل دوري كتاباً عن الطرائف والنكت التي يتم جمعها من الخطابات التي يحررها عملاء شركات التأمين الفرنسية سواء من حيث فهم التأمين أو اللغة المستخدمة، ويعد التأمين من أكثر المجالات وأشهرها للتندر على الفرنسيين، فإليكم بعضاً مما حوته إصدارات المركز وقد ترجمتها لكم بتصرف:


أحد العملاء أرسل إلى شركة التأمين خطاباً يخبر فيه الشركة بالحادث الذي وقع له، فماذا قال في خطابه هذا؟ قال: إنني مجبر أن أخبركم بأنني ارتكبت حادث سير ضد أحد أصدقائي وأن زوجتي لا تعلم بهذا الحادث ولا ينبغي لها أن تعلم، وأنا أثق بكم كشركة وفي تفهمكم أنكم لن تخبروها فأنتم بالتأكيد لن تضيعوا شرف رب الأسرة.
وآخر كان يتحين الفرص للنيل من زوجته فكتب لشركة التأمين ما يلي: لقد تسلمت تصريح الحادث الخاص بزوجتي وقد بذلت في تعبئته عناية فائقة ووقتا كبيرا، وذلك لأثبت لكم أنها مذنبة في ارتكاب الحادث ومسؤولة عنه مسئولية كاملة.
وأحدهم حرر إلى شركة التأمين خطاباً يبرر كيفية حصول الحادث له فكتب: "رأيت الباب قادماً نحوي بسرعة عالية، ولم أستطع تجنبه فخبط في رأسي ونتجت الإصابة". وآخر يبرر لشركة التأمين سبب كسره زجاج سيارته فقال: "أغلقت سيارتي وأردت الدخول فيها من أجل فتحها من الداخل". وآخر يتساءل بذكاء: هل تستطيعون إرسال ميكانيكي من أجل تقدير أن حضوره عندي في محله أم لا؟! وآخر لا يقل في مستوى المعرفة والذكاء عن صاحبه الذي سبقه فكتب يسأل شركة التأمين: وثيقة التأمين الخاصة بي انتهت قبل سنة وأريد أن أعرف هل مازالت مركبتي مؤمن عليها أم لا؟ّ
وعميل آخر يحاول أن يبرر لشركة التأمين أن أداءه الفني لم يكن سبباً في الحادث الذي ارتكبه ضد آخر فذكر في خطابه: "صحيح أنني كنت رافعا صوت المسجل بشكل عال عندما حصل الحادث، لكني لم أكن أبداً أردد الغناء مع المطرب".
وآخر يعترف بحظه السيئ مع شركة التأمين ولكنه يستسمحها بالموافقة على إلغاء الوثيقة فكتب قائلاً: "بصفتي أسوأ عميل جديد لشركتكم (9 حوادث سير في سنة واحدة) فإنني أتمنى أن تكون لديكم الرغبة في إجابة طلبي هذا بإلغاء وثيقة التأمين وذلك قبل انتهاء مدتها".
وأحدهم يشرح لشركة التأمين نوع الحادث الذي تعرض له فكتب: "كنت ضحية لحادث عمل حينما وقع لي الحادث وأنا في قيلولة تحت ظل شجرة".
وحانوتي يعمل في نقل الموتى يعترض على احتساب القسط التأميني فكتب: "تعلمون أن سيارتي تعمل فقط لنقل الموتى ولا أنقل فيها سوى الجثث وزبائني الموتى لا يستطيعون المطالبة بشيء فهل من الضروري أن تحسبوا القسط على أساس أنهم سيكونون ضحايا لحوادث سير"؟!.
وحتى يكون ختامها مسك فإليكم التساؤل البريء الذي طرحته إحدى العميلات على شركة التأمين بعد دهسها سائق دراجة فكتبت محتجة: "أنا منزعجة بسبب عدم دفعكم التعويض للضحية بدلا عني بحجة أنني لم أرتد نظارة وأن رخصة قيادتي مكتوب فيها ملاحظة أنني أرتدي نظارة .. وأنا أؤكد لكم أنه ليس خطئي أنني دهست صاحب الدراجة .. فأنا لم أره مطلقاً".
أكاديمي وباحث في التأمين
د. فهد بن حمود العنزي
fahadhamoud@yahoo.com

تعليقات