احتياطيات مطالبات شركات التأمين – م. رابح بكر

لمن لايعرف معنى الاحتياطيات في التأمين فهي تعني مبالغ تقديرية غير مدفوعة مع نهاية السنة التأمينية لمطالبات لاتعرف كلفتها الحقيقية بعد لعدم الانتهاء منها إمّا أن تكون منظورة أمام المحاكم او لاتزال قيد التفاوض مع المتضرر أو حوادث متوقعة لم يتم التبليغ عنها وتحتسب هذه المبالغ من ضمن خسائرالشركة عند صدور ميزانيتها السنوية ولايمكن  تطابق هذه المبالغ التقديرية مع المبالغ الحقيقية التي ستدفع عند الإنتهاء منها فهي إمّا أن تكون أقل أو أكثر وهذه التقديرات لاتعتبر لعبة فنّة لعدم الخبرة أو تترك لخبث موظف دائرة المطالبات في الشركة  فعندما يكون التقدير خاطئ ستكون الخسارة فادحة كما حصل في بعض الشركات فلو ضربنا مثلا لحادث تم فتح ملف له ومنظور أمام القضاء وتم أخذ الاحتياطي له 600 دينار مثلا وعند الانتهاء منه وصدور القرار القضائي النهائي  تبين أن كلفة هذا الحادث عشرون الف دينار  فهذه النتيجة كارثية علىى تلك الشركة ولم يكن التقدير الاول إعتباطا بل قد يكون حسب تعليمات من الادارة العليا للشركة لاظهار نتائج مربحة أو للدائرة الفنية وفي مثل هذه الحالات يجب على مجلس الادارة فوركشفه لذلك محاسبة المدير العام ومعاقبته لانه نوع من الغش والتدليس أو ضعف في خبرته التأمينية  ولا يستحق ذلك المنصب .


ومن الادارات من يأخذ إحتياطيات أعلى من الواقع أو قريبة منه  لكي تظهر فداحة خسائر فروع التأمين وخاصة ضد الغير لتكون وسيلة ضغط على الجهات الحكومية لرفع السعر وتعويمه ويتباكون من بداية السنة وتنزل دموعهم وبقدرة قادر تظهر الشركة بنتائج مبهرة في نهاية تلك السنة فكيف حصل هذا ودموع من كانت تنزل طول هذه الفترة ولمن لايعرف السبب فإن بعض الادارات وللأسف تقوم بحركة محاسبية خبيثة وقد يدعمها مكتب التدقيق الخارجي المعتمد وبعلم المدقق الداخي الذي يجب أن يكون مؤتمنا أمام مجلس الادارة على اعمال الشركة واموال المساهمين وبدعم من بعض الخبراء الاكتواريين في التأمين فيقوم بشطب احتياطيات تلك السنة لتظهر كأنها أرباح ويبدأ بالمباهاة بنتائجه وانجازاته العظيمة الوهمية بينما هي في واقع الحال كارثة فيبدأ بسرد بطولاته في اجتماعات المساهمين ومجلس الادارة فيتم توزيع أرباح لطمس اعينهم عن الحقيقة ومع بداية سنة تأمينية جديدة يظهر ما تم إخفاؤه ولا يكترث أحد بذلك وقد يتكرر الموضوع سنويا الى أن يأتي اليوم الذي تتضخم فيه هذه المبالغ ويبدأ زامور الخطر بالصراخ فتظهر الحقيقة ولكن بعد فوات الأوان وكل ما يفعله مجلس الادارة إقالة المدير العام او مدير الدائرة الفنية بعد أن جمع رواتبا خيالية لايستحق عشرها وهذا ما يحصل عند الاعتماد في التعيين على المحسوبيات والتوريث وإبن فلان أوأخو فلان أو أو أو أو .... وهنا يأتي دور ادارة التأمين التي يجب ان تكون عيونها عيون الصقر على مثل هذ الخزعبلات الفنية والتي يسهل إكتشافها والتي تؤدي الى اغلاق الشركات وعدم الوفاء بالتزاماتها الفنية ومع تكرار الحالات قد تؤدي الى دمار القطاع بأكمله  وهذا ما لا نريده ابدا ,
الكاتب المختص في شؤون التأمين
 المهندس رابح بكر
التاريخ :  2/10/2019

تعليقات