نحو تنمية تأمين المشاريع الصغيرة - عيد ناصر الشهري

يرتكز قطاع التأمين على مبادئ محددة لتوفير حماية من المخاطر، والمبدأ الاول هو ان تكون لدى شركة التأمين القدرة على تحديد تكلفة مناسبة لتوفير الخدمة، ويجب ألا تكون التكلفة أعلى من مبلغ الخسارة المُحتملة، والمبدأ الثاني يتطلب من شركة التأمين تحديد مبلغ الخسارة ونسبة المخاطرة، وعليه يحدد السعر المناسب، والمبدأ الثالث يتعلق بأن يكون سبب الخسارة عشوائية وخارج تحكم المؤمن عليه، والمبدأ الرابع هو ان يتوفر عدد مناسب من المؤمن عليهم لنفس نوع المخاطرة. وتحدد المبادئ الأربعة قدرة شركات التأمين على إصدار وتسعير وثائق التأمين.

وتقوم شركات وساطة التأمين في الكويت بدور كبير في توفير استشارات للعملاء، وتوفير خدمات مناسبة، والتوفيق بين شركات التأمين وعملائها. وتقدر أرنست اند يونغ أن حجم قطاع التأمين في الكويت هو مليار دولار، ويعتمد القطاع بشكل كبير على وسطاء التأمين. وهناك 40 شركة تأمين في الكويت، و180 رخصة وساطة تأمين.
عند النظر الى قطاع وساطة التأمين، يتضح ان شركات التأمين والوساطة تركز اغلب وقتها على الصفقات الكبيرة لتحصيل عمولات وأرباح عالية. ولا تقوم شركات الوساطة بالاهتمام بالمبالغ القليلة او الأفراد او المشاريع الصغيرة، والسبب هو ارتفاع التكلفة التشغيلية لشركات وساطة التأمين، وهي عبارة عن الرواتب والإيجارات العالية.
لذلك من المناسب اعتماد استراتيجية مناسبة لشركات الوساطة الناشئة. وترتكز الاستراتيجية المقترحة على ثلاثة محاور.
المحور الاول هو تطوير المواهب المحلية، ابتعد المواطنون في الماضي عن قطاع التأمين لأسباب دينية وثقافية. ومع ظهور التأمين التكافلي مؤخراً، استقطب القطاع المواهب المحلية. وعلى إدارة شركات الوساطة جذب المواهب المحلية وتدريبهم على مهارات ومفاهيم التأمين، وتحفيزهم بنظام العمولات او المكافآت، وبالتالي تنخفض تكلفة التشغيل على شركة الوساطة، وتزيد المكافآت التي يحصل عليها موظفو وساطة التأمين عند النجاح.
المحور الثاني هو استخدام التكنولوجيا لتسهيل عملية تسجيل بوليصة التأمين وإصدارها، وبالتالي سيكون من السهل على العملاء تجديد وثائقهم وإصدارها من هواتفهم النقالة. وتحتاج شركات الوساطة تطوير التكنولوجيا لدى شركات التامين أيضاً، وتتركز سوق التأمين على طرفين، الطرف الاول هو الحاجة التأمينية للعميل لتفادي مخاطر محددة لديه. والطرف الثاني هو شركة التأمين، التي تبدي رغبتها في توفير خدمة التأمين لمخاطر محددة. وتستند شركات التأمين إلى عقود إعادة التأمين، التي تحدد نوع الخدمات التي تقدمها. وهناك حالات كثيرة لا تتوافر لدى شركة التأمين الرغبة او القدرة على تغطية حاجة العميل لتفادي المخاطر.
ولذلك يعتبر المحور الثالث للشركة هو بناء علاقات مع شركات التأمين العالمية، لتوفير تغطية تأمينية اشمل وخدمات اكثر للسوق المحلية.
وقد تشهد المرحلة القادمة لجوء شركات الوساطة الى التخصص والتركيز، وقد تختار شركة الوساطة التركيز على تأمين النقل والشحن او التأمين الصحي، او تركز على الشركات الصغيرة. واعتماد التخصص يفيد في تحديد الفئة المستهدفة والوصول اليها. وعليها تبني الشركات مهارات خاصة ومفيدة، وتتوزع الحصص السوقية وفق التخصصات.
ومع نمو الشركات المتوسطة والصغيرة، تزيد نسبة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد، ومعها تزيد نسبة مساهمة قطاع التأمين في الاقتصاد، لذلك يحتاج القطاع الانتباه والمتابعة حتى يساعد في نمو الاقتصاد ولا يعيقه.

عيد ناصر الشهري

تعليقات