هل يجذب التأمين الأجانب؟

فيما تنتظر الشركات الأجنبية صدور اللوائح المنظمة لعملها بالسعودية بشكل مباشر وبنسبة تملك 100%، يأتي التأمين من بين القطاعات التي يمكن أن تمثل سوقا جيدة لاستثماراتها.
إلا أن مختصين تحدثوا لـ»مكة» يرون أن القطاع بوضعه الحالي غير جاذب، في حين أن إضافة خدمات جديدة كالسمسرة والمعاينة سيستقطب الشركات الأجنبية.
وأشاروا إلى أن دخول شركات التأمين للخدمات المساندة سيترك تأثيرا قويا بالنظر إلى:

1 - الخبرة الطويلة التي يتجاوز بعضها 200 عام، في حين لا تتجاوز خبرة بعض الشركات السعودية 10 سنوات.
2 -
التقدم التقني والفني والإداري.


لا توسع بالمنافذ
من جانبه استبعد عضو اللجنة التجارية بمجلس الغرف سعد السويلم أن تفتح الشركات الأجنبية بشكل موسع منافذ خاصة بها لتسويق منتجاتها، مبينا أنها لم تفعل ذلك في الدول التي سبقت السعودية في إتاحه المجال لها بالعمل بنسبة تملك كاملة.
وقال السويلم: لا أتوقع أن يحدث دخولها تغييرا كبيرا سواء على الأسعار أو حتى على المميزات الوظيفية للعاملين لديها، لأنها على اطلاع على أسعار بيع منتجاتها الآن وعلى سقف الرواتب الممنوحة للموظفين.

وضع معايير
وقال عضو مجلسي الأعمال الصيني والإيطالي سعد العجلان لـ»مكة» إنه من الضروري وضع معايير وشروط تنظم دخول الشركات الأجنبية وحجمها ونوعيتها حتى لا تستغل ذلك بعض الشركات في ممارسة أعمال التستر التجاري.
وأضاف أن دخول الشركات الأجنبية في مجال تجارة التجزئة سواء للسلع أو للخدمات مثل التأمين سينعكس على:
- زيادة التنافسية بين الوكلاء الحاليين والشركات الأجنبية.
-
سيرفع جودة الخدمات المقدمة للمستهلك.
-
توسع الشراكة بين الوكلاء وبين الشركة.
-
الشركات الأجنبية ستتخذ من المملكة مراكز إمداد.
-
افتتاح مراكز إنتاج وتصنيع في المملكة.

جاذب
مقابل ذلك قال المدير التنفيذي لشركة تشارلس تيلور لخدمات التأمين للفحص والمعاينة ناصر البصيص، إن قطاع الـتأمين للخدمات المساندة كالخدمات الاستشارية والمعاينة والسمسرة هي التي ستشهد دخولا قويا للشركات الأجنبية، وذلك لـ 4 أسباب :
1 - قلة الشركات السعودية العاملة في هذا المجال.
2 -
انخفاض رأس المال اللازم لها، والذي لا يتجاوز نصف مليون ريال.
3 -
تحتاج لعدد قليل من الموظفين ربما لا يتجاوز موظفين اثنين.
4 -
عدم وجود سعوديين مدربين ومؤهلين دراسيا لخوض هذا المجال.
ولفت إلى أن دخول الشركات للخدمات المساندة سينتج عنه:
5 - تضييق الفرص أمام المستثمر السعودي.
6 -
اضطرار الشركات السعودية للاندماج.
7 -
تقديم الكثير من التنازلات مقابل الدخول مع الأجنبي كشريك.

غير جاذب
وقال عضو لجنة التأمين في مجلس الغرف السعودي عبدالعزيز أبوالسعود لـ»مكة» إن الشركات الأجنبية الكبيرة لن تجد جاذبية للاستثمار في قطاع الـتأمين الذي يقدم خدمات تأمينية في القطاع الصحي والسيارات والتأمين ضد الحرائق والسرقات وغير ذلك ما يجعل احتمال دخولها في هذه المجالات ضعيف جدا وذلك للأسباب التالية:
1 - تشبع القطاع المحلي بعدد كبير من الشركات، حيث يبلغ عددها 35 شركة ما يفوق الاحتياج والذي لا يتجاوز 15 شركة فعليا.
2 -
انخفاض أسعار الخدمات التأمينية بشكل عام حتى بعد إلزامها بتسعيرة خبير التأمين المستقل.
3 -
المنافسة الكبيرة بين الشركات جعلت بعضها يخفض كثيرا من قيمة خدماته الـتأمينية ما تسبب في خسائر في قطاع التأمين بلغت 1.7 مليار ريال عام 2013، ما حدا بمؤسسة النقد لإلزام الشركات باتباع تسعيرة خبير الـتأمين الرياضي (الأكتواري) الذي يسعر قيمة الخدمات الـتأمينية، وسمحت لها بوضع تسعيرة أعلى ولكن غير مسموح لها بوضع تسعيرة أقل من التي يحددها الخبير، الأمر الذي عكس خسائر قطاع التأمين إلى أرباح بلغت 700 مليون في 2014، ويتوقع لها أن تبلغ 1000 مليون ريال في 2015، ولكن هذا لا يعني أن جميع الشركات رابحة، فما زال عدد منها يحقق خسائر اضطرت معه لرفع رأس مالها، مبينا أن أفضل حل حاليا لتشبع سوق قطاع التأمين بالشركات هو اندماجها لتقليل الكلفة التشغيلية ورفع الأرباح.

سحر أبوشاهين - الدمام

تعليقات