التأمين التكافلي.. معوقات وحلول لتقليل وتقاسم المخاطر

يمكن اعتبار التأمين في أبسط صورة هو عبارة عن فكر تعاوني يعد هدفه الأساسي تقديم المساعدة للآخرين كما يعد وسيلة لجبر الضرر كمقصد خيري بما يجعله مقبولا ومرحبا به جوهرا ومضمونا، وفيه تتشارك شريحة معينة من الناس قيمة خطر مادي يتهددهم جميعهم بما يجعل قيمة الخسارة قليلة عند وقوعها وتقل الخسارة كلما زاد عدد المشاركين بحس قانون الأعداد الكبيرة وتعد الأنشطة المتعلقة بنظم التأمين بصورة عامة أحد الأنشطة الاقتصادية الحديثة نسبيا إذ لم تعرفها المجتمعات إلا في فترات قريبة ماضية وحينها كان التأمين يغطي جوانب معينة في ظل ندرة الشركات العاملة في هذا المجال ومع مرور الوقت وترسخ ثقافة التأمين على المخاطر كافة ظهرت الحاجة إلى التخصصية في خدمات التأمين وبرزت شركات للتصدي لهذه المهمة ومنها شركة التأمين الإسلامية التي نشأت في عام 1979م وباشرت نشاطها فور تأسيسها التي تؤكد إنها أول شرطة تأمين إسلامي في العالم. ويعد الشعور بالمسؤوليه من أبرز السمات المكونة للشخصية التي تنضوي تحت مظلة خدمات التأمين لذا يشير خبراء أن مصطلح المسؤولية يمثل خاصية افتراضية يعززها المجتمع للأفراد فالمسؤولية تجعل الفرد المُؤمَّن عليه يتساءل عن فعله وتلزمه بتحمل نتائج فعله ما دام هو المتسبب في حدوث هذا الفعل أو التصرف فهو مسؤول عنه ومتحمل لتبعاته ونتائجه.


مجالات التأمين تتنوع المجالات التي يغطيها التأمين بصورة تشمل العديد من المخاطر ففي الغالب وكما ارتبط بالذهن فإن الأنشطة التأمينية تتعلق بصورة أساسية بتأمين السيارات وسائقيها لذا تشدد قوانين المرور على أهمية تأمين المركبات انطلاقا من فلسفة تتعلق بتقاسم وتخفيف المخاطر الناجمة عن الحوادث المرورية بالدرجة الأولى ومنها توسعت الخدمات التأمينية فدخلتها جوانب أخرى كالتأمين على التمويل الأصغر وتأمين التمويل الزراعي وخدمات الإئتمان وظهر مؤخرا تأمين يغطي مخاطر الحرب فيما يشير الواقع إلى سيادة التأمين الطبي وتأمين السفر الذي يحقق أعلى نسب إكتتاب بين الأقسام التأمينية المختلفة بعد تأمين السيارات الذي يُعد المتسيد الأول لأقسام التأمين ويعزى الأمر لأهميته وإلزاميته قانونا من قبل الجهات المرورية كما سبقت الإشارة إذ يرتبط به ترخيص المركبات وتجديد رخص القيادة فيما تتفاوت نسب الإكتتاب والإقبال على التأمين الهندسي والمتنوع والحريق والسرقة والتأمين البحري فيما يتذيل تأمين الثروة الحيوانية الأرقام من حيث نسب الإكتتاب فيه علاوة على دخول خدمات تأمينية في فرع التأمين التكافلي لم تكن موجوة في السابق كحماية الرهن وتكافل السائق.

التكافلي هو تقليل للمخاطر يذهب الخبير الاقتصادي د.محمد الناير نحو التأكيد على أهمية الأنظمة التأمينية بكافة أنواعها معتبرا أياها نوعا من التكافل الإنساني الذي يؤدي إلى تقليل الخسائر الناجمة عن الحوادث المختلفة وكشف الناير أن التأمين التكافلي سمة تتسق مع التقاليد السائدة في المجتمع مشيرا لممارسة هذا النوع من التأمين بطريقة عفوية بين أفراد المجتمع الذين يتداعون لمواساة صاحب الحاجة عند المحن والشدائد معتبرا أن ما تقوم به الشركات التأمينية المتخصصة يصب في ذات الاتجاه السائد في المجتمع لافتا أن عدم استقرار سعر الصرف وارتفاع معدلات التضخم تلقي بأثر سالب على شركات التأمين مشيرا إلى ضرورة امتلاكها لأصول ثابتة وبنية تحتية متينة كأساس تنطلق منه في ممارسة أنشطتها لأن ذلك بحسب حديثه يجعلها في مأمن التقلبات الاقتصادية واعتبر أن تجربة التأمين التكافلي في السودان تعد من التجارب الناجحة في هذا المجال واصفا التجربة بالرائدة والفريدة عازيا الأمر لترسخ التجربة وقدمها إذ يعد السودان من أوائل الدول في محيطه الإقليمي التي اهتمت بتجارب التأمين التكافلي كما تتميز تجربة التأمين الإسلامي الذي يعد السودان رائدا فيه حيث تأسست أول شركة تأمين إسلامية في العالم به.

أما المؤسسات الصحفية والتأمين التكافلي فلا يخفى على أحد حاجة منسوبي المؤسسات الصحفية والعاملين بها للدخول تحت مظلة التأمين التكافلي بما يقيهم من تقلبات الأقدار بيد أن الواقع يشير لعدم دخولهم تحت هذه المظلة بعد لجهة عدم اهتمام المؤسسات الصحفية أو عجزها عن توفير متطلبات إشراكهم في واقع تعاني فيه الصحافة السودانية من تحديات مالية واقتصادية عديدة تقف عائقا أمام تبنيها لتلك الخطوة وتنفيذها على أرض الواقع مما يجعل الصحافيين خارج تلك المظلة التأمينية في حاجتهم لتأمين وسط مهنة بها شيء من المخاطرة.

تقرير: جمعة عبدالله

تعليقات