التأمين ضد سوء النتائج

يوماً بعد يوم تثبت لنا الأندية حول العالم أن كرة القدم وإدارتها لم تعد لعبة، بل هي صناعة ومال وإدارة واستثمار بكل ما تحمله هذه المصطلحات من معان.
ونسمع دوماً عن عقود تأمينية تبرمها الأندية لتؤمن على لاعبيها في حال تعرضوا لإصابات طويلة أو إصابات أجبرتهم على الاعتزال. إلا أن هناك نوع آخر غير منتشر من أنواع التأمين توقعه الأندية لتحمي نفسها من أي ظرف قد يؤدي إلى فقدان لأحد مصادر الدخل الكبيرة بسبب هبوط مستوى الفريق فيما قد يسمى بـ “التأمين ضد سوء النتائج


بوروسيا دورتموند وتأمين ضد الغياب عن دوري الأبطال
نادي بوروسيا دورتموند الألماني كان طرفاً ثابتاً في دوري أبطال أوروبا في السنوات الخمس الأخيرة، إلا أن نتائجه السيئة هذا الموسم دفعته بعيداً عن احتمالية التأهل. ووفقاً لمصادر مطلعة، نقلت شبكة بلوومبيرغ الاقتصادية عنهما أن النادي قد استخدم بالفعل بوليصة تأمين لتعويض الأموال التي سيفقدها نتيجة عدم تأهله لدوري أبطال أوروبا.
وقالت بلوومبيرغ أن هذه هي السنة الثالثة التي من عقد وثيقة التأمين التي تحمي النادي من فقدان عوائد الغياب عن دوري أبطال أوروبا، ويضلع في هذه الاتفاقية نحو 12 شركة تأمين تقودها شركتين من كبرى شركات التأمين. وكان النادي قد بدأ العمل بالوثيقة في 2012 بعد أن أحرز لقب الدوري الألماني للسنة الثانية على التوالي.
وكشفت المصادر المطلعة أن 3 مسؤولين تنفيذيين فقط على دراية بهذه الوثيقة وهو شرط وضعته الشركات المشتركة في هذه الوثيقة لضمان عدم استسلام أعضاء الفريق مبكرا لواقع عدم التأهل. كما أن الوثيقة تعطي الحق لشركات التأمين بإلغاء العمل بها في حال رحيل مدرب الفريق يورغن كلوب أو 3 من أبرز نجوم الفريق خلال الموسم.
وكان بوروسيا دورتموند قد حصل في الموسم الماضي على 34.7 مليون يورو في الموسم الماضي من الاتحاد الأوروبي بتأهله لربع نهائي دوري الأبطال، ويتوقع حصوله على مبلغ أقل بقليل هذا الموسم بخروجه من دور الـ16.

الأندية الإنجليزية والتأمين
في إنجلترا، يمنع هذا النوع من عقود التأمين منذ 2012 لحماية اللعبة من عمليات التلاعب بالنتائج وإبعاد احتمالية تقديم الأندية لمستويات أقل من المأمول. فيما يسمح للأندية بالتأمين ضد انعكاسات النتائج الإيجابية، مثل الحصول على تعويضات متعلقة بالمكافآت التي ستدفع للاعبين في حال تحقيق الأهداف والتي يجب أن تحدد وتعتمد من اتحاد الكرة في الأيام الـ10 الأخيرة قبل إغلاق سوق الانتقالات قبل انطلاق الموسم.
فيليب هال، وهو مدير في شركة HCC للتأمين في لندن قال لبلوومبيرغ أن شركات التأمين في بريطانيا متحفظة وغير متساهلة في تقديم خدمات تأمينية من هذا النوع. وأضاف قائلاً “الخطر الأخلاقي يمكن أن يكون كبيراً عندما يذهب أحد الأندية إلى السوق بحثاً عن التأمين ضد الأداء السلبي في المستقبل. السؤال الذي أسأله دوماً: لماذا سيفعلون هذا؟ ما هي دوافعهم؟”.

الأندية الإسبانية والتأمين ضد الهبوط
الرئيس السابق لنادي ديبورتيفو لاكارونيا أوغستو ليندوريو أكد لبلوومبيرغ أنه ومنذ سنوات طويلة والأندية الإسبانية تعمل على التحوط ضد خطر الهبوط من دوري الدرجة الأولى إلى الثانية، وتحديداً ضد انخفاض الإيرادات الناتج عن الهبوط والتي تكون في الغالب قاسية على الأندية الهابطة، مؤكداً أنه في عام 1995 كان لدى ديبورتيفو بند في عقدها مع شبكة كانال+ الخاص بالنقل التلفزيوني يتعلق بتعويض النادي مالياً في حال الهبوط من الدرجة الأولى من الليغا.

الآلية
أما توم ميتشيل أحد المدراء في شركة سبورت ريسك كابيتال اللندنية، فقال “كما تتحوط شركات الطيران من تقلبات أسعار النفط، فإن أندية كرة القدم وكأي مجال عمل آخر، فإن المسؤولين والملاك يسعون للتأمين والتحوط ضد أي خطر”. وأسهب ميتشيل في شرح العملية بقوله “نادي كريال مدريد تمكن من التأهل لدوري الأبطال بشكل سنوي منذ 1997، وإذا أراد التأمين فإنه سيكون مطالباً بدفع قسط سنوي بسيط يبلغ 500 ألف يورو (أو 5٪) من قيمة التعويض الذي يريد الحصول عليه في حال الغياب عن دوري الأبطال. أي أنه سيحصل على 10 مليون يورو كتعويض لو فشل بالتأهل. فيما يدفع نادي مثل بوروسيا دورتموند ما يعادل 30٪ من المبلغ المؤمن.

تعليقات