ما فات مات.. في تأمين السيارات - عبد العزيز المحمد الذكير

كأنني أرى بعلاقة شركات تأمين المركبات أحجية تبدأ بلغز وعليك كعميل أن تحاول الحل. مثل تلصيق الصور بمكانها الصحيح التى يُمارسها الأطفال أو من يريد إلهاء نفسه لبعض الوقت.
الشركات جاءت حديثا ولم تبدأ حيث انتهى العصر، بل بدأت من أول سطر فى أبجديات الثقافة التأمينية.
حتى في بدايات عهود شركات التأمين القديم، لم نسمع بأن العميل يُكلّف بالمرور على ثلاث ورش تصليح.
إذا أمّن الإنسان في البلدان المتقدمة فهو يفعل ذلك ليُريح نفسه ويكسب وقته ويريح أعصابه. وعندنا.. ! يؤمّن المرء ليُزعج نفسه، ويُضيّع وقته ويُشقي تفكيره ، ويعاني القلق الدائم.
فوق ذلك إذا تخطيتَ جهاد الثلاث ورش، وصفق لك أصحابك وأهلك ومحبوك فعليك الانتظار(دون وسيلة مواصلات)، لمدة لا تعلمها، ولا يعلمها الموظف الذي تبث همومك إليه.. لا يعلمها إلا الخالق جلت قدرته، عالم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور.
والدليل على ما أقول أن عددا من دكاكين التأمين استمرأ الحالة و"أسّس" شركات تأمين لتكون مرعى خصبا، وإدارتها لا تتطلب الكثير من الحكمة والمنطق.


ومن حسن حظ شركات التأمين، في بداياتها، وسوء حظنا!، أن المخاصمة لا تُقبل أمام القضاء، وكان الأمر، وربما لا يزال، متروكا للتراضي، وهذا أوجد طريقا واسعا أمام شركات التأمين للمراوغة.
قصص كثيرة ترد الينا في الصحيفة عن معاناة بعض المواطنين من تعامل شركات التأمين.. ويؤسفني القول إن تلك القصص التي تروي معاناة بعض المواطنين من التعامل غير المنطقي من قبل بعض شركات التأمين، ربما يكون معظمها صحيحاً. ولكن ليس من الإنصاف أن نقول إن كافة شركات التأمين ينطبق عليها هذا الوضع حيث إن هناك العديد من الشركات تتمتع بمصداقية كبيرة وتقوم بتسديد المطالبات المكتملة التي تقدم لها خلال أيام قليلة من تاريخ استلامها دون أي مماطلة أو تأخير غير مبرر، وفي الوقت نفسه فإن هناك بعض الشركات للأسف الشديد تقوم باتباع بعض الحيل والوسائل والأعذار الواهية للتهرب من دفع ما يستحق عليها أو للمماطلة وتأخير تسديد المبالغ المستحقة لوقت طويل من تاريخ وقوع الحادث وتقديم المستندات المطلوبة لها.