السؤال هو : ماذا تملك (لا مؤاخذة) لتؤمن عليه!؟ فهد عامر الأحمدي

 جميع النجوم الذين رأيتهم في كأس العالم الأخيرة يملكون تأمينات ضخمة على أقدامهم واحتمال اصابتهم بإعاقة دائمة قبل انتهاء مسيرتهم الرياضية .. 
فاللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو مثلا يدفع خمسمائة ألف دولار في العام مقابل 56 مليون دولار يستلمها في حال وفاته أو إعاقته داخل الملعب .. 
 ويملك اللاعب الانجليزي القبيح روني تأمينا ضد تحطم ركبته ب8 ملايين جنيه وكاحليه ب5 ملايين قبل وصوله لسن الأربعين.. 
أما الأرجنتيني ميسي فيملك تأمينا بأربعة ملايين يورو ضد الاصابات البسيطة (التي تحرمه من اكمال أي موسم رياضي) وتأمينا ضد الإعاقة الدائمة ب 44 مليونا


ومثل هذه التأمينات الغريبة تلاحظ عموما في أي مجال يمكن تصوره من عالم الصناعة والمال إلى عالم المواهب والسينما

فخبير القهوة الايطالي الشهير جينارو بيليسيكا مثلا (الذي تستعين برأيه كبريات الشركات المنتجة للشاي والقهوة) مؤمن على لسانه (وتحديدا على حليمات التذوق فيه) بمبلغ 13,9 مليون دولار...

ومثله خبير النبيذ الأحمر إليجا جورتس الذي يملك تأمينا على أنفه ب8 ملايين دولار، واحتمال وفاته بتأثير الكحول ب6 ملايين دولار!

أما عارضة الأزياء هيداي كلومز فتملك تأمينا على ساقها اليمنى ب1,2 مليون دولار، واليسري ب900 ألف فقط (بسبب وجود شامة كبيرة عليها

أما النجم السينمائي توم جونز فيملك تأمينا ضد احتراق شعر صدره (نعم شعر صدره) ب7 ملايين دولار.

وكان المغني الراحل مايكل جاكسون يملك اتفاقية تأمين ضد احتمال فقد صوته الى الأبد (وكان يؤمن على بشرته قبل كل عملية تبييض يقوم بها !!

اما الممثل فان دام فكان يشترط قبل أي فيلم توقيع عقد تأمين ضد هجر أو خيانة زوجته بسبب غيبته خلال التصوير..

أما توم كروز فيملك ابتسامة فاتنة (يدعى النقاد أنها مسؤولة عن 80% من شهرته السينمائية) الأمر الذي دعاة للتأمين عليها ب55 مليون دولار

وفي المقابل تملك الممثلة بيتي سوريز التي تظهر في مسلسل بيتي القبيحة ابتسامة مرعبة أمنت عليها (ضد الحسن والجمال) بمبلغ 10 ملايين دولار لدى شركة لويدز بلندن

أما الممثلة وعارضة الازياء سوزان ميري فلم تترك شيئا لم تؤمن عليه؛ فهي تملك وثيقة تأمين بقيمة 7.5 ملايين لوجهها، و1.5 مليون لرقبتها، و1.5 مليون لذراعيها، و1.5 لساقيها، و1.5 لصدرها، و30 مليونا لأي إعاقة تمنعها من اكمال أي مشروع (وهي مزايا تجعلها مرغوبة لأي عمل فني كونها مضمونة من كل جهة

ومثل هذه التأمينات الغريبة تنبع من حقيقة أن المشاريع الفنية تعتمد على المواهب الشخصية ويمكن لأي مكروه أو وفاة تصيب الممثل الرئيسي (كما حدث في فيلم الوطواط الأخير) إفشال المشروع

وعقود من هذا النوع لا تعد (عموما) غريبة على المجتمعات الغربية التي تملك ثقافة تأمينية عريقة يمكن تفصيلها حسب الزبون.. 

فذهنية التوكل (وتركها على الله) غير معروفة هناك ولا يعترف بها في عالم التجارة والأعمال.. وفي عالم الفن بالذات يعتمد "البزنس" على المصدر العضوي للموهبة (كالحنجرة في الغناء، والأصابع في الموسيقى، والوجه في التمثيل) وبالتالي من الطبيعي التأمين عليها بمبلغ يوازي العائد المتوقع منها قبل تعطلها!
  السؤال هو : ماذا تملك (لا مؤاخذة) لتؤمن عليه!؟

تعليقات